وكل ما أتى ليلًا فقد طرق، وهو طارق، والمطرقة بالكسر ما يطرق به الحديد، أما ابن جني: فقد منع أن يأتي الطروق نهارًا، قال: وأما قول العامة: نعوذ بالله من طوارق الليل.. فغلط، لأن الطروق لا يكون إلا بالليل، والصواب أن يقال: نعوذ بالله من طوارق الليل، وجوارح النهار؛ لأن العرب تقول: طرقه إذا أتاه ليلًا، وجرحه: إذا أتاه نهارًا. وفي "الصحاح": والطارق: النجم الذي يقال له: كوكب الصبح، وهو الثريا.
﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣)﴾ هو الذي يثقب ضوءه الظلام، كأن الظلام جلد أسود، والنجم يثقبه، ومعنى الثاقب: المضيء لثقبه الظلام. قال أبو عبيدة: العرب تقول: أثقب نارك؛ أي: أضئها، وقيل: الثاقب: العالي، يقال: ثقب الطائر إذا علا في الهواء، وأسف: إذا دنا من الأرض، ودوم: إذا سكن جناحيه ليستقل. وعبارة "الأساس" و"اللسان": ثقب الشيء بالمثقب، وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل، وثقب اللآلي والدر ودر مثقب، وعنده در عذارى لم يثقبن، ومن المجاز: كوكب ثاقب ودري شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنه يثقب بالظلمة، فينفذ فيها ويدرؤها، ورجل ثاقب الرأي إذا كان جزلًا نظارًا، وثقب الطائر: إذا حلق كأنه يثقب السكاك، وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواصيها، وباب الجميع: دخل، ويقال: ثقب الشيء يثقبه ثقبًا وثقوبًا: جعل فيه منفذًا ومسلكًا، ونفذ فيه، وثقبت النار ثقوبًا: إذ اتقدت واشتعلت، وثقب النجم: أضاء، وشهاب ثاقب: مضيء.
﴿مِنْ مَاءٍ﴾ وأصل ماء: موه، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، فصار: ماهًا، فاجتمع حرفان ضعيفان الألف والهاء، فقلبت الهاء همزة ليجاور الضعيف القوي، فصار ماء.
﴿دَافِقٍ﴾؛ أي: مدفوق من الدفق، وهو الصب؛ أي: مصبوب في الرحم، يقال: دفق يدفق دفقًا - من باب نصر -: إذا صب صبًا فيه سيلان بسرعة؛ أي: منصب بدفع وسيلان وسرعة، ولم يقل: من ماءين، مع أن الولد مخلوق من ماء الرجل وماء المرأة؛ لامتزاجهما في الرحم، فصار كالماء الواحد، واتحادهما حين ابتدىء في خلقه. اهـ "خطيب".
ودافق: من صيغ النسب، كلابن وتامر؛ أي: ذي دفق وصب، وهو صادق