سموا بها البسط لشبهها به.
﴿مَبْثُوثَةٌ﴾؛ أي: مفرقة في المجالس بحيث يرى في كل مجلس شيء منها، كما يرى في بيوت ذوي الثراء، وفي "القاموس": الزرابي: النمارق والبسط، أو كل ما يبسط ويتكأ عليها، الواحدة: زربي بالكسر، ويضم، والطنافس أيضًا: جمع طنفسة بتثليث الطاء والفاء، ففيه تسع لغات، وهي المسماة الآن بالسجادة.
﴿إِلَى الْإِبِلِ﴾ بكسرتين وتسكن الباء، مفرد يقع على الجمع، وليس بجمع ولا اسم جمع، يجمع على: آبال، كما في "القاموس"، وقال بعضهم: اسم جمع لا واحد له من لفظه، كنساء وقوم، وإنما واحده بعير وناقة وجمل.
﴿وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)﴾ ورفع السماء: إمساك ما فوقنا من شموس وأقمار ونجوم.
﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩)﴾ ونصب الجبال: إقامتها أعلامًا للسائرين، وملجأً للحائرين.
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)﴾ وسطح الأرض: تمهيدها وتوطئتها لقامة عليها، والمشي في مناكبها ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)﴾ أصل ﴿لَسْتَ﴾: ليس، فلما لحقت به تاء الفاعل المتحركة.. سكن آخر الفعل - وهو السين - فالتقى ساكنان: الياء والسين، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: لست بوزن فلت، و ﴿مسيطر﴾: اسم فاعل جاء مصغرًا ولا مكبر له، كقولهم: رويد والثريا وكميت ومبيقر ومبيطر ومهيمن، وقرىء ﴿بمسيطر﴾ بفتح الطاء، وهذه القراءة غريبة شاذة، فقد قال في "تاج العروس": سيطر: جاء على وزن فيعل، فهو مسيطر بكسر الطاء، ولم يستعمل فعله مجهولًا، وننتهي في كلام العرب إلى ما انتهوا إليه، فلا نزيد على ذلك.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستفهام التشويقي في قوله: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)﴾؛ لدلالته


الصفحة التالية
Icon