على تشويق السامع إلى استماع حديث الغاشية.
ومنها: الاستعارة التصريحية في لفظ ﴿الْغَاشِيَةِ﴾؛ لأنه حقيقة في كل ما أحاط بالشيء من جميع جهاته، ككمام الثمار التي أحاطت بلبها مع الإحاطة في كل.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾؛ لأن المراد أصحابها، ففيه إطلاق الجزء وإرادة الكل.
ومنها: التتميم في قوله: ﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)﴾، فقوله: ﴿لَا يُغْنِي﴾ جملة لا يمكن طرحها من الكلام؛ لأنه لما قال: ﴿لَا يُسْمِنُ﴾.. ساغ للمتوهم أن يتوهم أن هذا الطعام الذي ليس من جنس طعام البشر انتفت عنه صفة الإسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء، فجاءت جملة: ﴿وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ تتميمًا للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته.
ومنها: تنكير ﴿جُوعٍ﴾ في هذه الجملة للدلالة على التحقير أي: لا يغني من جوع ما.
ومنها: تأخير نفي الإغناء عن الإسمان لمراعاة الفواصل، والتوسل به إلى التصريح بنفي كلا الأمرين، إذ لو قدم لما احتيج إلى ذكر نفي الإسمان ضرورة استلزام نفي الإغناء عن الجوع إياه، بخلاف العكس، ولذلك كرر ﴿لَا﴾ لتأكيد النفي.
ومنها: تقديم حكاية أهل النار على حكاية أهل الجنة؛ لأنه أدْخَلُ في تهويل الغاشية، وتفخيم حديثها.
ومنها: ترك العطف في قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨)﴾ على ما قبلها إيذانًا بكمال تباين مضمون الجملتين.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿فَذَكِّرْ﴾ و ﴿مُذَكِّرٌ﴾، وقوله: ﴿فَيُعَذِّبُهُ﴾، و ﴿الْعَذَابَ﴾.
ومنها: المقابلة بين وجوه الأبرار ووجوه الفجار في قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩)﴾ قابل بينها وبين سابقتها ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣)﴾.


الصفحة التالية
Icon