﴿وَثَاقَهُ﴾ في "المصباح": وثق الشيء بالضم وثاقه: قوي وثبت، فهو وثيق ثابت، وأوثقته: جعلته وثيقًا، والوثاق - بفتح الواو وكسرها -: القيد والحبل ونحوه، والجمع: وثق، مثل: رباط وربط، ويطلق هنا: على الشد والربط بالسلاسل والأغلال.
﴿الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ من الاطمئنان: وهو الاستقرار والثبات.
﴿مَرْضِيَّةً﴾ اسم مفعول من رضي، وأصله: مرضوية بوزن: مفعول اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً، وأدغمت في الياء، ثم كسرت الضاد لمناسبة الياء، ولام المادة واو، وعليه فـ ﴿رَاضِيَةً﴾ أصله: راضوة، قلبت الواو ياءً لتطرفها إثر كسرة، كما فعلوا في رضي أصله: رضو من الرضوان.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التنكير في قوله: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾ للدلالة على تعظيمها؛ لأنها مخصوصة بفضائل ليست لغيرها، ولذلك أقسم الله بها، وذلك كالاشتغال بأعمال الحج في عشر ذي الحجة.
ومنها: الطباق في قوله: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)﴾.
ومنها: تقييد الليل بالسرى في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤)﴾ لما فيه من وضوح الدلالة على كمال القدرة، ووفور النعمة؛ كأن جميع الحيوانات أعيدت إليهم الحياة بعد الموت في الليل، وتسببوا بذلك لطلب الأرزاق المعدة للحياة الدنيوية التي يتوسل بها إلى سعادة الدارين. ذكره في "الروح".
ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥)﴾ لتحقيق فخامة شأن المقسم بها، وكونها أمورًا جليلة بالإعظام والإجلال عند أرباب العقول، وللتنبيه على أن الإقسام بها أمر معتد به، حقيق بأن يؤكد به الإخبار.
ومنها: التنوين في قوله: ﴿حِجْرٍ﴾ للدلالة على تعظيمها، قال بعض الحكماء: العقل للقلب بمنزلة الروح للجسد، فكل قلب لا عقل له، فهو ميت


الصفحة التالية
Icon