بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)﴾.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥)﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن جرير من طريق العوفي عن عباس - رضي الله عنهما - قال: هم نفر رُدوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله - ﷺ - فسُئل عنهم حين سفهت عقولهم، فأنزل الله سبحانه عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١)﴾؛ أي: أقسم بالتين، وبالزيتون على خلق الإنسان في أحسن تقويم، هما ثمران معلومان أقسم الله بهما لما فيهما من المنافع الكثيرة، والمصالح للعباد، وخصهما (١) من بين الثمار بالإقسام؛ لاختصاصهما بخواص جليلة، فإن التين فاكهة طيبة لا فضل له، وغذاء لطيف سريع الهضم، ودواء كثير النفع، يليِّن الطبع، ويحلل البلغم، ويطهر الكليتين، ويزيل ما في المثانة من الرمل، ويسمن البدن، ويفتح سدد الكبد والطحال.
وروى أبو ذر - رضي الله عنه - أنه أُهدي للنبي - ﷺ - سل من تين فأكل منه، وقال لأصحابه: "كلوا التين، فإنه يقطع البواسير"، وعن بعضهم: التين يزيل نكهة الفم، ويطول الشعر، وهو أمان من الفالج، وأما كونه دواء، فلأنه سبب لإخراج فضلات البدن، وهو مأكول الظاهر والباطن دون غيره، كالجوز والتمر، والتين في النوم رجل غير جبار، ومن نالها في المنام نال مالًا، ومن أكلها منامًا رزقه الله تعالى أولادًا، وتستر آدم بورق التين حين فارق الجنة.
(١) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon