قال في "خريدة العجائب": إذا نُثر رماد خشب التين في البساتين.. هلك منه الدود، ودخان التين يهرب منه البق والبعوض. انتهى. وفي "القسطلاني على البخاري": في تفسير سورة التين ما نصه: التين فاكهة طيبة لا فضل له، وغذاء لطيف سريع الهضم، وفيه دواء كثير النفع؛ لأنه يلين الطبع، ويحلل البلغم، ويطهر الكليتين، ويزيل رمل المثانة، ويفتح سدد الكبد والطحال، ويسمن البدن، ويقطع البواسير، وينفع من النقرس، ويشبه فواكه الجنة؛ لأنه بلا عجم، ولا يمكث في المعدة، ويخرج بطريق الرشح. انتهى.
قال الشهاب: ورمل المثانة بفتح الراء وسكون الميم، والمثانة مقر البول، ودملها مرض يستولي عليها، فيحجز البول عن الخروج بأجزاء دقيقة كالرمل يعسر معها البول، ويتأذى به الإنسان، فإن زاد صار حصاة انتهى.
وأما الزيتون: فهو فاكهة من وجه، ودواء من وجه، ويستصبح به، ومن رأى ورق الزيتون في المنام استمسك بالعروة الوثقى اهـ. "رازي"، وقال بعضهم: الزيتون فاكهة، وإدام، ودواء، ولو لم يكن سوى اختصاصه بدهن كثير المنافع مع حصوله في بقاع لا دهنية فيها كالجبال.. لكفى به فضلًا، وشجرته هي الشجرة المباركة المشهورة في التنزيل، ومر معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بشجرة الزيتون، فأخذ منها قضيبًا واستاك به، وقال: سمعت النبي - ﷺ - يقول: "نعم سواك الزيتون، وهو سواكي وسواك الأنبياء من قبلي"، وشجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة.
ومن خواصّها (١): أنها تصبر عن الماء طويلًا كالنخل، وإذا لقط ثمرتها جنب فسدت، وألقت حملها وانتثر ورقها، وينبغي أن تُغرس في المدر لكثرة الغبار؛ لأن الغبار كلما علا على زيتونها.. زاد دسمه ونضجه، ورماد ورقها ينفع العين كحلًا، ويقوم مقام التوتيا في نفع العين، وفي الحديث؛ "عليكم بالزيت، فإنه يكشف المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويمنع الغشي، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب الهم".
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: التين مسجد نوح عليه السلام الذي بُنِي

(١) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon