بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)﴾.
أسباب النزول
سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد أن رسول الله - ﷺ - ذكر رجلًا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزله الله سبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)﴾ التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو في النهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر فأنزل الله: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)﴾ عملها ذلك الرجل.
وفي الحديث (٢): "أن أربعة من الأنبياء عبدوا الله ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين أيوب وزكريا وحزقيل ويوشع، فعجب الصحابة من ذلك، فقرأ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)...﴾ السورة، فسروا بذلك.
تقدمة: تبين ميقات هذه الليلة المباركة (٣): أشار الكتاب الكريم إلى زمان نزول القرآن على رسول الله - ﷺ - في أربعة مواضع من كتابه الكريم، والقرآن يفسر بعضه بعضًا:
١ - قوله في سورة القدر: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)﴾.
٢ - قوله في سورة الدخان: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ
(١) لباب النقول.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.


الصفحة التالية
Icon