في سبع مضين، من سبع يبقين" يعني: ليلة القدر أخرجه البخاري، وفي رواية: "في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى" قال أبو عيسى: روي عن النبي - ﷺ - في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وآخر ليلة من رمضان.
قال الشافعي: كان هذا عندي والله أعلم أن النبي - ﷺ - كان يجيب على نحو ما يُسئل عنه يقال له: ألتمسها في كذا؟ فقال: التمسوها في ليلة كذا، قال الشافعي: وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين، قال البغوي: وبالجملة أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة المحمدية ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان طمعًا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه ورضاه في الطاعات؛ ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها، وأخفى قيام الساعة؛ ليجتهدوا في الطاعات حذرًا من قيامها.
ومن علاماتها
ما روي عن الحسن رفعه "أنها ليلة بلجة؛ أي: مضيئة سمحة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها"، وعن عائشة قالت: (كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر)، متفق عليه. ولمسلم عنها قالت: (كان رسول الله - ﷺ - يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره)، وعنها أن النبي - ﷺ -: (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده) متفق عليه.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - ﷺ -: (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان) متفق عليه.
وعن عائشة قالت: قلت يا رسول الله: إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" أخرجه الترمذي، وقال الحديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي وابن ماجه.
ومعنى قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)﴾؛ أي: إنا بدأنا تنزيل الكتاب