حال، صاحبها وعاملها محذوفان، والتقدير: جنات عدن دخلوها، أو أعطوها خالدين فيها، ولا يجوز أن يكون حالًا من ضمير ﴿جَزَاؤُهُمْ﴾؛ لئلا يلزم الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي. ﴿فِيهَا﴾: متعلق بـ ﴿خَالِدِينَ﴾. ﴿أَبَدًا﴾: منصوب على الظرفية متعلق بـ ﴿خَالِدِينَ﴾ أيضًا. ﴿رَضِيَ اللَّهُ﴾: فعل وفاعل. ﴿عَنْهُمْ﴾: متعلق بـ ﴿رَضِيَ﴾، والجملة مستأنفة مسوقة للدعاء، أو خبر ثالث لـ ﴿إنَّ﴾، وجملة ﴿وَرَضُوا عَنْهُ﴾: معطوفة على جملة ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ﴾. ﴿ذَلِكَ﴾: مبتدأ. ﴿لِمَنْ﴾: جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة. ﴿خَشِيَ﴾: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على ﴿مِنْ﴾ ﴿رَبَّهُ﴾: مفعول به ومضاف إليه، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
التصريف ومفردات اللغة
﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ﴿يَكُنِ﴾: أصله يكون، دخل عليه الجازم، فسكن آخره فصار لم يكون، فالتقى ساكنان فحذفت الواو، فصار يكن.
﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ اليهود والنصارى والمجوس ﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾ عبدة الأوثان والأصنام من العرب وغيرهم ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ اسم فاعل من انفك من باب انفعل الخماسي، وانفكاك الشيء عن الشيء أن يزايله بعد التحامه به، كالعظم إذا انفك من مفصله، والمعنى: أنهم متعلقون بدينهم لا يتركونه ولا يرومون انفكاكًا عنه، قال الأزهري: وليس هو من باب ما انفك وما برح، وإنما هو من باب انفكاك الشيء عن الشيء؛ أي: انفصاله عنه.
﴿الْبَيِّنَةُ﴾ الحجة الواضحة، وزن فيعلة، أدغمت ياء فيعلة في عين الكلمة.
﴿صُحُفًا﴾ جمع صحيفة، وهي الأوراق والقراطيس التي يُكتب فيها. ﴿مُطَهَّرَةً﴾؛ أي: مبرأة من الزور والضلال ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣)﴾؛ أي: أمور مكتوبة مستقيمة ناطقة بالحق والصواب التي لا عوج فيها، وأصل ﴿قَيِّمَةٌ﴾: قيومة بوزن فعيلة، اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما ساكنة، فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء.
﴿إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ﴾ والعبادة هي: التذلل، ومنه طريق معبد؛ أي: مذلل، ومن زعم أنها الطاعة فقد أخطأ؛ لأن جماعة عبدوا الملائكة والمسيح والأصنام وما أطاعوهم، ولكن في الشرع صارت اسمًا لكل طاعة لله أديت له على وجه التذلل