وليس فعلال من غير المضاعف سواه، وقسطال وخرطال، وفيه أيضًا: وزلزلهُ زلزلةً وزلزالًا مثلثة: حركه.
والزلازل البلايا، وقال ابن عرفة الزلزلة والتلتلة واحد، والزلازل والتلاتل كذلك، وأنشد للراعي:
فَأَبُوْكَ سَيِّدُهَا وَأَنْتَ أَشَدُّهَا | زَمَنَ الزَّلَازِلِ فِيْ التَّلاتِلِ جُوْلَا |
﴿وَقَالَ الْإِنْسَانُ﴾: الإنسان فيه قولان، أحدهما: أنه اسم جنس يعم المؤمن والكافر، أي: يقول الجميع ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون ﴿مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾، والثاني: أنه الكافر خاصة؛ لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)﴾ يقال: أوحى له وأوحى إليه، ووحى له ووحى إليه، إذا كَلَّمه خفية من ألهمه كما جاء في قوله: ﴿وأوحى ربك إلى النحل﴾ والوحي الإعلام خفية من الإلهام ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ﴾ أي يرجع، فالوارد هو الآتي للماء ليشرب من يستقي، والصادر هو الراجع عنه ﴿أَشْتَاتًا﴾ جمع شَتٍّ، يقال: أمر شت وشتات؛ أي: متشتت ومتفرق، وهو وصفٌ بالمصدر، ويقال: جاؤوا أشتاتًا، وجاؤوا شتات شتات؛ أي متفرقين وقال عدي بن زيد:
قَدْ هَرَاقَ المَاءَ فِي أَجْوَافِهَا | وَتَطَايَرْنَ بِأَشْتَاتِ شَقَقْ |