ومنها: تنكير ﴿والدٍ﴾ إفادة للتفخيم والتعظيم، أو إفادة للعموم.
ومنها: إيثار ﴿ما﴾ على من في قوله: ﴿وَمَا وَلَدَ﴾ إفادة لمعنى التعجب مما أعطاه الله تعالى من الكمال، كما في قوله: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ﴾؛ أي: بأي شيء وضعت يعني: موضوعًا عجيب الشأن، وهو مريم، ويعني هنا: مولودًا عجيب الشأن، وهو إسماعيل، أو محمد عليهما السلام.
ومنها: الاستفهام الإنكاري للتوبيخ في قوله: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾، ومثله قوله: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧)﴾.
ومنها: الاستفهام التقريري للتذكير بالنعم في قوله: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (٩)﴾.
ومنها: التعبير بلفظ الإهلاك في قوله: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾ إشارة إلى أنه ضائع في الحقيقة؛ إذ لا ينتفع به صاحبه في الآخرة.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)﴾ فقد استعار النجدين للخير والشر، وحذف المشبه؛ وهو الخير والشر، وأبقى المشبه به، فإن قلت: أما تشبيه الخير بالنجد وهو المرتفع من الطريق، فلا غبار عليه؛ لأنه ظاهر بخلاف الشر، فإنه هبوط وارتكاس من ذروة الفطرة إلى حضيض الابتذال.. قلنا: إنه جمع بينهما إما على سبيل التغليب، وإما على توهم المخيلة أن فيه صعودًا وارتكاسًا وإسفافًا، وهذا من أبلغ الكلام وأروعه.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية المرشحة في قوله: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ فقد رشح بذكر ما يلائم الاستعارة الأولى أعني النجدين بمعنى الطريقين؛ لأن مبنى الترشيح وهو ذكر ما يلائم المشبه دون المشبه به على المبالغة، وادعاء اتحاد الطرفين، ولهذا كان الترشيح أبلغ من التجريد؛ وهو ذكر ما يلائم المشبه به؛ لأن فيه اعترافًا بالتشبيه، فأصل العقبة الطريق الوعر في الجبل، واستعيرت هنا للأعمال الصالحة؛ لأنها تصعب وتشق على النفوس، ففيه استعارة تبعية.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)﴾؛ لأن الفك حقيقة في الفصل بين الشيئين المجتمعين الملتئمين، فاستُعير هنا لتحرير الرقبة وعتقها؛ لما فيه من الفصل بين الرق والرقيق.