بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)﴾.
أسباب النزول
قال عطاء والكلبي والسدي (١): نزلت هذه السورة في الأخنس بن شُريق كان يلمز الناس ويغتابهم، وبخاصة رسول الله - ﷺ -، وقال مقاتل: نزلت في الوليد بن المغيرة: كان يغتاب النبي - ﷺ - من ورائه ويطعن فيه في وجهه، وأخرج ابن جرير عن رجل من أهل الرقة قال: نزلت في جميل بن عامر الجمحي، وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة، قال: كان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله - ﷺ - همزه ولمزه، فأنزل الله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)﴾... السورة كلها، وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان وابن عمر قالا: ما زلنا نسمع أن: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ﴾ نزلت في أبي بن خلف.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿وَيْلٌ﴾؛ أي: هلاك شديد، وهو مبتدأ سوَّغ الابتداء به مع كونه نكرة، كونه دعاء عليهم، خبره قوله: ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾، والمعنى (٢): خزي شديد وعذاب أليم، أو هلاك هائل أو واد في جهنم من قيح ودم كائن لكل همزة لمزة، قال أبو عبيدة والزجاج: الهمزة الذي يغتاب الناس، وعلى هذا فهما بمعنى واحد، وقيل: هما من الهمز، وهو الكسر كالهزم. واللمز، وهو الطعن كاللهز، شاعا في الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم، وفي "القاموس": الهامز والهمزة الغماز، واللمزة: العياب للناس، أو الذي يعيبك في وجهك، والهمزة من يعيبك في الغيب انتهى، وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وعطاء بن أبي رباح: الهمزة الذي يغتاب الرجل
(١) لباب المنقول.
(٢) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon