الماضي من ترى رأيت مهموزًا، والمصدر من ذلك الرؤية، تقول: رأيت زيدًا بعيني أراه رؤية، فأنا راءٍ - بوزن فاعٍ - أصله: رائي بوزن فاعل، فاستثقلوا الضمة على الياء المتطرفة، فحذفوها، فالتقى ساكنان الياء والتنوين، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين، فصار راء بوزن فاع كقاض وراع وباغ، فالهمزة في راء بإزاء الضاد في قاض، فإن شئت أثبته خطًا، فجعلت بعد الألف ياء عوضًا عن الهمزة، وإن شئت كتبته بألفٍ، ولم تثبت الهمزة؛ لأن الهمزة، إذا جاءت بعد الألف تخفى وقفًا، فحذفوها خطًا، وكذلك جاء وشاء وساء ومراء جمع مراءة، كل ذلك أنت مخير فيه في الحذف والإثبات، فإذا أمرت من رأيت قلت: رِ يازيد براء واحدة، فإذا وقفت قلت: ره، وإنما صار الأمر فيه على حرف واحد، والأصل ثلاثة؛ لأن الهمزة سقطت تخفيفًا، والألف سقطت للجزم، فبقي الأمر على حرف واحد، ومثله قوله: عِ كلامي، شِ ثوبك، قِ زيدًا، لِ الأمر، فِ الوعدَ، أمرًا من وعى ووشى ووقى وولي ووفى، كما هو مبسوط في كتب النحو والصرف.
﴿الْفِيلِ﴾ حيوان من أضخم الحيوانات جسمًا، له خرطوم طويل يرفع به العلف والماء إلى فمه ويضرب به، وهو مع عظم جسمه ضعيف يخاف من السنور ويفزع منه، ومعنى بروك الفيل في القصة السابقة: سقوطه على الأرض لما جاءه من أمر الله، أو لزوم موضعه كالذي برك، وإلا فالفيل لا يبرك، كما قال عبد اللطيف البغدادي: الفيلة تحمل سبع سنين، وإذا تم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع ولدها؛ لأنها تلد وهي قائمة ولا فواصل لقوائمها، فتلد والذكر عند ذلك يحرسها وولدها من الحيتان. انتهى.
وقال بعضهم: الفيل صنفان صنف لا يبرك وصنف يبرك كالجمل، انتهى، ويُجمع على أفيال وفِيْلة وفيول، ومؤنثه فِيْلة، والفيل أيضًا الخسيس الثقيل، وداء الفيل مرض يحدث منه غلظ كثيف في القدم والساق، تتخلله عجر صغيرة ناتئة، والفيَّال صاحب الفيل، والجمع فيالة، وقال الرأي وفائله وفيله ضعيفه، والفيالة ضعيف الرأي.
﴿كَيْدَهُمْ﴾ والكيد: إرادة وقوع ضرر بغيرك على وجه الخفاء.
﴿في تَضْلِيلٍ﴾ والتضليل: التضييع والإبطال، تقول: ضلَّلت كيد فلان إذا جعلته


الصفحة التالية
Icon