بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾.أسباب النزول
قيل نزلت (١) هذه السورة في أبي جهل، أو الوليد بن المغيرة، أو العاص بن وائل، أو عمر بن عائذ، أو رجل من المنافقين، أو أبي سفيان بن حرب كان ينحر في كل أسبوع جزورين، فأتاه يتيم، فسأله شيئًا، فقرعه بعصاه، أقوال آخرها لابن جريج، وأخرج ابن المنذر (٢) عن طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤)...﴾ الآية، قال نزلت في المنافقين: كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنحونهم العاريَّة.
التفسير وأوجه القراءة
١ - والخطاب في قوله: ﴿أَرَأَيْتَ﴾ لرسول الله - ﷺ -، أو لكل من يصلح له، والاستفهام لقصد التعجيب من حال من يكذب بالدين، والرؤية بمعنى المعرفة تتعدى لمفعول واحد، وهو: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ والدين: الجزاء والحساب في الآخرة، وقيل: بالقرآن، وقال ابن عباس: ﴿بِالدِّينِ﴾، أي: بحكم الله.
وفي الكلام حذف، والتقدير: هل عرفت يا محمد الذي يكذب بالبعث والجزاء في الآخرة؟ إن طلبت معرفته، فذلك الذي يدع اليتيم إلخ.
قيل: التقدير: أمصيب هو أم مخطىء؟ وأبدى (٣) فيه السمين احتمالين آخرين: ونصه: وفي ﴿أَرَأَيْتَ﴾ هذه وجهان:
(١) البحر المحيط.
(٢) لباب النقول.
(٣) الفتوحات.
(٢) لباب النقول.
(٣) الفتوحات.