الحق من دينهم، فيقيموا الصلاة، ويحيوا صورتها بالخشوع للعليِّ الأعلى، فلا يخرجوا من الصلاة إلا وهم ذاكرون أنهم عبيد الله يلتمسون رضاه في رعاية حقوقه بما يراه، ويجعلوا من الصوم مؤدِّبًا للشهوة ومهذبًا للرغبة رادعًا للنفس عن الأثرة فلا يكون في صومهم إلا الخير لأنفسهم ولقومهم، ثم يؤدون الزكاة المفروضة عليهم ولا يبخلون بالمعونة فيما يمنع الخاصة والعامة اهـ. والله أعلم.
الإعراب
﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾.
﴿أَرَأَيْتَ﴾ ﴿الهمزة﴾ فيه للاستفهام التعجبي، ﴿رأيت﴾: فعل وفاعل، والخطاب لمحمد - ﷺ -، أو عام كما مر، والرؤية هنا إما بصرية تتعدى إلى مفعول، وهو قوله: ﴿الَّذِي يُكَذِّبُ﴾. ﴿الَّذِي﴾: اسم موصول في محل النصب مفعول به لـ ﴿رأيت﴾. ﴿يُكَذِّبُ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على الموصول. ﴿بِالدِّينِ﴾: متعلق بـ ﴿يُكَذِّبُ﴾، والمعنى: أبصرت يا محمد المكذب بالدين، وهل عرفته بذاته؟ وإما بمعنى أخبرني فتتعدى لاثنين: الأول: الموصول، والثاني محذوف قدَّره الحوفي بقوله: أليس مستحقًا للعذاب؛ أي: أخبرني يا محمد المكذبَ بالدين أليس مستحقًا العذاب، والجملة الفعلية على كلا التقديرين مستأنفة. ﴿فَذَلِكَ﴾ ﴿الفاء﴾: واقعة في جواب شرط مقدر تقديره: إن طلبت معرفة ذلك المكذب بصفاته، فهو الذي يدع اليتيم. ﴿ذلك﴾: مبتدأ. ﴿الَّذِي﴾: خبره، وجملة ﴿يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾ صلة الموصول، والجملة الاسمية في محل الجزم بذلك الشرط المحذوف، وجملة الشرط المحذوف مستأنفة. ﴿وَلَا يَحُضُّ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿لا﴾: نافية. ﴿يَحُضُّ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر يعود على ﴿الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾. ﴿عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿يَحُضُّ﴾، والجملة معطوفة على جملة ﴿يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾. ﴿فَوَيْلٌ﴾ ﴿الفاء﴾: واقعة أيضًا في جواب شرط مقدر تقديره: إذا كان ما ذكر من عدم المبالاة باليتيم والمسكين من دلائل التكذيب بالدين وموجبات الذم والتوبيخ، فويل للمصلين المذكورين؛ لأن السهو عن الصلاة من سمة التكذيب


الصفحة التالية
Icon