يفاعون.
﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)﴾ أصله: ساهيون جمع ساه، استثقلت الضمة على الياء، فحذفت للتخفيف، ثم ضمت الهاء لمناسبة الواو وأصل هذه الياء الواو؛ لأنه من سها يسهو قلبت ياء لتطرفها إثر كسرة.
﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾ منع يتعدى لمفعولين: ثانيهما: قوله ﴿الْمَاعُونَ﴾، وأولهما محذوف تقديره: الناس، حُذف للعلم به، و ﴿الْمَاعُونَ﴾ فاعول من المعن، وهو الشيء القليل، يقال: مال معن؛ أي: قليل، أو اسم مفعول من أعان يعين، فأصله معوون، دخله القلب المكاني فصار: موعون، تحركت الواو الأولى وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، وفي "المختار": والماعون اسم جامع لمنافع البيت، كالقدر والفأس ونحوهما اهـ.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستفهام الذي يراد به تشويق السامع إلى الخبر، وتعجيبه منه في قوله: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١)﴾.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)﴾؛ لأنه حذف منه الشرط، تقديره: إن أردت أن تعرف ذلك المكذب بصفاته، فذلك المكذب هو الذي يدع اليتيم.
ومنها: وضع الظاهر، وهو قوله: ﴿لِلْمُصَلِّينَ﴾ موضع المضمر، وهو لهم؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: فويل لهم؛ لأنهم مع التكذيب وما أضيف إليه ساهون عن الصلاة غير مكترثين بها، وهذا على أن السورة كلها إما مكية أو مدنية، وعلى القول بالتنصيف، فالويل متعلق بالمصلين الموصوفين بكونهم عن صلاتهم ساهين، وما بعده فلا ارتباط له بما قبله، و ﴿الفاء﴾ واقعة في جواب شرط مقدر تقديره: إن أردت معرفة جزاء أهل النفاق في الصلاة وغيرها، فويل للمصلين الخ اهـ من "الصاوي".


الصفحة التالية
Icon