المبغض قال الأعمش:
وَمِنَ شَانِىءٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ | إِذَا مَا انْتَسَبْتَ لَهُ أَنْكَرَنْ |
وعبارة ابن خالويه: معناه أن مبغضك يا محمد هو الأبتر؛ أي: لا ولد له، والأبتر الحقير، والأبتر الذليل، والأبتر من الحيات المقطوع الذنب، والأبتر ذنب الفيل، كانت قريش والشانئون لرسول الله - ﷺ - يقولون: إن محمدًا صنبور؛ أي: فرد لا ولد له، فإذا مات انقطع ذكره، فأكذبهم الله تعالى، وأعلمهم أن ذكر محمد مقرون بذكره إلى يوم القيامة، إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، والصنبور: النخلة، تبقى مفردة ويدق أسفلها، قال: ولقي رجل رجلًا، فسأله عن نخلِهِ، فقال: صنبرَ أسفله، وعششَ أعلاه، والصنبور أيضًا ما في فم الإداوة من حديد أو رصاص، والصنبور الصبي الصغير، قال أوس بن حجر:
مُخَلَّفُوْنَ وَيَقْضِيْ النَّاسُ أَمْرَهُمُ | غِشَّ الأَمَانَةِ صُنْبُوْرٌ فَصُنْبُوْرُ |
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم في قوله: ﴿إِنَّا﴾ فإنه بمنزلة أن يقال: إنا نحن والله أعطيناك.