ومجرور صفة لـ ﴿حبل﴾، والجملة الاسمية في محل النصب حال من ﴿امرأته﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ يقال: تب يتب تبًا - من باب رد - كما في "القاموس"، ومن باب ضرب، كما في "المصباح" وقال الزمخشري: والتباب الهلاك، ومنه قولهم: أشابة أم تابة؛ أي: هالكة من الهرم والتعجيز، والمعنى: هلكت يداه؛ لأنه فيما يروى أخذ حجرًا ليرمي به رسول الله - ﷺ -، وعبارة ابن خالويه ومعناه: خسرت يداه، يقال: تب يتب تبًا فهو تاب، والمفعول به متبوب، والأمر: تُبَّ، وإن شئت كسرت، وللمرأة تُبِّي، ويقال: امرأة تابة؛ أي: عجوز قد هلك شبابها، والتباب الهلاك، قال تعالى: ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾.
قال عدي:
إِذْهَبِي إِنَّ كُلَّ دُنْيَا ضَلاَلٌ | وَالأَمَانِيُّ عَقْرُهُا لِلتَّبَابْ |
لَا يَرُوْقَنْكَ صَائِرٌ لِفَنَاهُ | كُلُّ دُنْيَا مَصِيْرُهُا لِلتُّرَابْ |
غُرَادَةُ مِنَ بَقِيَّةِ قَوْمِ لُوْطٍ | أَلَا تَبًّا لِمَا عَمِلُوْا تَبَابَا |
الْحَقُّ مَنْطِقُهُ وَالْعَدْلُ سِيْرَتُهُ | فَمَنْ يُعِنْهُ عَلَيْهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ |
﴿يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ واللهب واللهيب اشتعال النار إذا خلص من الدخان، أو لهبها لسانها، ولهيبها حرها، كما مر، تَكَنَّى به عبد العزى بن عبد المطلب لإشراق وجنتيه وتلهبها، وإلا فليس له ابن يسمى باللهب.
﴿سَيَصْلَى﴾؛ أي: يحترق بها، وصَلِيَ من باب تعب، وعبارة ابن خالويه هنا: جيدة، وهي: ويقال: صليت الشاة إذا شويتها، فأنا صال، والشاة مصلية، ومن ذلك حديث رسول الله - ﷺ - أنه أهديت إليه شاة مصلية، وأجاز الفراء: مَصْلاة؛