وكرر لفظ الناس في ثلاثة مواضع (١)، ولم يكتف بضميرهم مع اتحاد اللفظين في اللفظ والمعنى، وهو معيب كالإيطاء في الشعر لمزيد (٢) الكشف والتقرير بالإضافة، ولإظهار شرف الناس وتعظيمهم والاعتناء بشأنهم، فإن ما لا شرف فيه لا يُعبأ به ولا يعاد ذكره، بل يترك ويهمل، كما قال الشاعر:
أَعِدْ ذِكْرَ نُعْمَانَ لَنَا إِنَّ ذِكْرَهُ | هُوَ الْمِسْكُ مَا كَرَّرْتَهُ يَتَضَوَّعُ |
مُحَمَّدُ سَادَ النَّاسَ كَهْلًا وَيَافِعًا | وَسَادَ عَلَى الأَمْلَاكِ أَيْضًا مُحَمَّدُ |
مُحَمَّدُ كُل الْحُسْنِ مِنْ بَعْضِ حُسْنِهِ | وَمَا حُسْنُ كُلِّ الْحُسْنِ إِلَّا مُحَمَّدُ |
مُحَمَّدُ مَا أَحْلَى شَمَائِلَهُ وَمَا | أَلَذَّ حَدِيْثًا رَاحَ فِيْهِ مُحَمَّدُ |
٤ - وقوله: ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤)﴾ متعلق بـ ﴿أَعُوذُ﴾؛ أي: من شر الشيطان ذي الوسوسة، وهي الهمس والصوت الخفي، والوَسواس - بفتح الواو - اسم مصدر بمعنى الحديث، أي: الوسوسة يُطلق على نفس الشيطان الموسوس؛ لكثرة ملازمته للوسوسة، فهو على حد زيد عدل؛ أي: شر الشيطان الموسوس، ويُطلق أيضًا على ما يخطر بالقلب من الشر، فالكلام حينئذ على حذف مضاف؛ أي: من شر الشيطان ذي الوسواس، كما أشرنا إليه أولًا.
والحاصل (٤): أن الوَسواس - بالفتح - اسم مصدر بمعنى الوسوسة، وهو:
(١) الصاوي.
(٢) روح البيان.
(٣) الصاوي.
(٤) روح البيان.
(٢) روح البيان.
(٣) الصاوي.
(٤) روح البيان.