قلوب (١) الناس والبشر إذا غفلوا بقلوبهم عن ذكر الله تعالى، ولو ذكروا بألسنتهم، ولذا قال في "التأويلات النجمية" في تفسير الناس؛ أي: الناسي عن ذكر الله بالقلب والروح والسر نظير قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ﴾ بحذف الياء. انتهى.
وذلك لأن الوسوسة حالة في القلب (٢)، فلا يطردها إلا الذكر الحال في القطر، فمن كان من أهل الذكر فلا تسلط للشيطان عليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ ولا يترك الإنسان الذكر اللساني إذا وجد الغفلة والوسواس في قلبه، بل يكثر الذكر ويديمه، فلعله يستيقظ قلبه ويتنور، قال بعض أهل المعرفة: الذكر اللساني كقدح الزناد، فإذا تكرر أصاب، قال بعضهم في ذلك:
اطْلُبْ وَلاَ تَضْجَرَنْ مِنْ مَطْلَبٍ | فَآفَةُ الطَّالِبِ أنْ يَضْجَرَا |
أَمَا تَرَى الْحَبْلَ لِتَكْرَارِهِ | فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ قَدْ أَثَّرَا |
وقوله: ﴿فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ يدل على أنه لا يوسوس في صدور الجن، قال في "آكام المرجان": لم يرد دليل على أن الجني يوسوس في صدور الجني، ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي، ويجري منه مجراه من الإنسي. اهـ.
(١) روح البيان.
(٢) الصاوي.
(٣) روح البيان.
(٢) الصاوي.
(٣) روح البيان.