محمد - ﷺ -، والجملة في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾. ﴿بِرَبِّ النَّاسِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿أَعُوذُ﴾. ﴿مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣)﴾: بدلان، أو وصفان، أو عطفا بيان لـ ﴿رَبِّ النَّاسِ﴾، وكرر المضاف إليه إظهارًا لشرفه كما مر. ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿أَعُوذُ﴾. ﴿الْخَنَّاسِ﴾: صفة لـ ﴿الْوَسْوَاسِ﴾. ﴿الَّذِي﴾: صفة ثانية لـ ﴿الْوَسْوَاسِ﴾ قال في "الكشاف": يجوز فيه الحركات الثلاث، فالجر على الصفة والرفع والنصب على الذم. ﴿يُوَسْوِسُ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على الموصول. ﴿فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿يُوَسْوِسُ﴾، والجملة صلة الموصول. ﴿مِنَ الْجِنَّةِ﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل ﴿يُوَسْوِسُ﴾. ﴿وَالنَّاسِ﴾: معطوف على ﴿الْجِنَّةِ﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿أَعُوذُ﴾ من عاذ إليه يعوذ - من باب قال - إذا التجأ إليه مما يخافه.
﴿بِرَبِّ النَّاسِ﴾ الناس أصله إما أناس، فحذفت الهمزة، فصار ناس، أو. نَوَس تحركت الواو وانفتح ما قبلها قُلبت ألفًا، مأخوذ إما من ناس إذا تحرك، خص بالبشر؛ لأنه المتحرك الحركة التامة الناشئة عن فكر واختيار، أو من الأنس ضد الوحشة؛ لأنه يؤنس به، أو من النسيان؛ لكونه مطبوعًا عليه.
﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾: وفي "السمين": قال الزمخشري: الوسواس اسم مصدر بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة، وأما المصدر، فوسواس بالكسر كزلزال، والمراد به هنا الشيطان، سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه؛ لأنها صنعته وشغله، أو أريد ذو الوسواس اهـ.
وفي "المصباح": أنه يطلق أيضًا على ما يخطر بالقلب من الشر، وكل ما لا خير فيه، وفي "المختار": الوسوسة حديث النفس، يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسًا - بالكسر - ووسواسًا - بالفتح - كزلزال وزلزال.
﴿الْخَنَّاسِ﴾ صيغة مبالغة من خنس يخنس - من باب دخل - خنسًا - بالسكون - وخَنَسًا - بالتحريك - وخنوسًا، والخنس التأخر والتواري والاستتار، يقال: خنس عنه إذا تاخر وأخنسه غيره؛ أي: خلَّفه ومضى عنه، والخناس الشيطان؛ لأنه يخنس