تلاوة، ثم قال قوله: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢)﴾ فإنما يراد به ما هنا الإتباع على سبيل الابتداء والمرتبة، وذلك أنه فيما قيل: إنه القمر يقتبس النور من الشمس، وهو لها بمنزلة الخليفة، وأصله: تلوها واوي اللام، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣)﴾؛ أي: كشف الشمس، وأتم وضوحها، وأصله: جَلَّيَها بوزن فعّل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ﴿يَغْشَاهَا﴾ أصله: يَغْشَيَها، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥)﴾ فيه إعلال بالقلب أيضًا، أصله: بَنَيَها قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
والسماء: كل ما ارتفع فوق رأسك، والمراد به: هذا الكون الذي فوقك، وفيه الشمس والقمر وسائر الكواكب التي تجري في مجاريها.
﴿وَمَا بَنَاهَا﴾؛ أي: ومن بناها ورفعها، وجعل كل كوكب من الكواكب بمنزلة لبنة من بناء سقف، أوقبة تحيط بك.
﴿وَالْأَرْضِ﴾: وهي كل ما أسفل تحت رجلك، والمراد بها: هذا الكون الذي تحتك، وفيها: البحار والأنهار والأشجار والأحجار.
﴿وَمَا طَحَاهَا﴾؛ أي: ومن بسطها وجعلها فراشًا ومهادًا لنا؛ لأن ما يظهر للرائي فيها يكون كالبساط، فلا ينافي كرويتها، والطحو كالدحو بمعنى البسط، وإبدال الطاء من الدال جائز، وأصله؛ طَحَوَها بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، وفي "المختار": طحاه: بسطه، مثل دحاه، وبابه: عدا، وفي "القاموس": وطحا يطحو: بعد وهلك، وألقى إنسانًا على وجهه.
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧)﴾؛ أي: ومن سواها؛ أي: ركب فيها القوى الظاهرة والباطنة، وجعل لكل منها وظيفة تؤديها، وأصله: سَوَّيَها بوزن: فعَّل المضعف، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿فَأَلْهَمَهَا﴾؛ أي: عرفها ومكنها ﴿فُجُورَهَا﴾ والفجور ما يكون سببًا في الخسران والهلكة.
﴿وَتَقْوَاهَا﴾ والتقوى: إتيان ما يحفظ النفس من سوء العاقبة، والألف في


الصفحة التالية
Icon