ليس من جنس النعمة؛ أي: ما لأحد عنده نعمة إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، والأحسن أن يعرب ﴿ابْتِغَاءَ﴾: مفعولًا لأجله؛ لأن المعنى: لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه، لا لمكافأة نعمة. ﴿ابْتِغَاءَ﴾: مضاف. ﴿وَجْهِ﴾: مضاف إليه. ﴿وَجْهِ﴾: مضاف. ﴿رَبِّهِ﴾: مضاف إليه، وكثرة الإضافة لا تخرج الكلام عن الفصاحة؛ لورودها في الكتاب والسنة، كما هنا، ﴿الْأَعْلَى﴾: صفة لـ ﴿وَجْهِ﴾ أو لـ ﴿رَبِّهِ﴾. ﴿وَلَسَوْفَ﴾: ﴿الواو﴾: استئنافية، و ﴿اللام﴾: موطئة للقسم، ﴿سوف﴾: حرف تنفيس للاستقبال البعيد. ﴿يَرْضَى﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على ﴿الْأَتْقَى﴾، أو على أبي بكر الصديق الذي كان سببًا لنزول الآية، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)﴾؛ أي: يُغطي كل شيء، فيواريه بظلامه، والليل: ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، كما مر، وهو ظل الأرض الحائل ما بين الشمس وما عليها، وأصله: يَغْشَيُ بوزن: يفعل، قُلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)﴾ والنهار: ما بين طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس؛ أي: انكشف وظهر بظهوره كل شيء، وأصل تجلى تَجَلَّيَ بوزن تفعل، قُلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)﴾: حيوان له قوة التلقيح، والأنثى حيوان له قوة الإحبال.
﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤)﴾ وشتى: جمع شتيت، كمرضى مريض، وهو المفترق المتشتت، وفي "المصباح": شت شتًا - من باب ضرب - إذا تفرق، والاسم الشتات، وشيء شتيت وِزان كريم متفرق، وقوم شتى - بوزن فعلى - متفرقون، وجاؤوا أشتاتًا كذلك، وشتان ما بينهما؛ أي: بعد.
﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١)﴾ وأصل تردى تَرَدَّيَ بوزن تفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، يقال: تردى يتردى ترديًا، فهو مترد، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ﴾ يقال: تردى في بئر وفي أهوية وفي هلكة إذا وقع، ويقال: رَدِيَ زيد يَرْدَى رَدًى إذا هلك، وأرداه الله يُردِيه إرداء إذا أهلكه، قال الراغب: الردى