ومنها: الطباق بين لفظة: ﴿الْأَشْقَى﴾، ولفظة ﴿الْأَتْقَى﴾، وبين ﴿لِلْيُسْرَى﴾ وبين ﴿لِلْعُسْرَى﴾.
ومنها: الاشتقاق في قوله: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)﴾؛ لأن اليسرى هنا من التيسير، لا من اليسار.
ومنها: المقابلة اللطيفة في قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦)﴾، وقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩)﴾.
ومنها: الطباق بين ﴿صدق﴾ و ﴿وَكَذَّبَ﴾، وبين ﴿أَعْطَى﴾ و ﴿بَخِلَ﴾.
ومنها: تصدير القسمين بالإعطاء والبخل، مع أن كلًّا منهما أدنى رتبة مما بعدهما في استتباع التيسير لليسرى، والتيسير للعسرى؛ للإيذان بأن كلًّا منهما أصيل فيما ذُكر، لا تتمة لما بعدهما من التصديق والقوة والتكذيب والاستغناء.
ومنها: الإتيان بسين الاستقبال في القسمين؛ للدلالة على أن الجزاء الموعود في مقابلة الطاعة والمعصية آجل غير حاضر يكون في الآخرة التي هي أمر متراخ منتظر.
ومنها: حذف المفعول في قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥)...﴾ الآيات إفادة للتعميم؛ ليذهب ذهن السامع مع كل مذهب.
ومنها: الطباق بين ﴿وَاللَّيْلِ﴾ و ﴿وَالنَّهَارِ﴾ في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)﴾ وبين ﴿الذَّكَرَ﴾ و ﴿وَالْأُنْثَى﴾ في قوله: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)﴾.
ومنها: التعبير بـ ﴿ما﴾ التي لغير العاقل بدل من التي للعاقل؛ لأنها لتوغلها في الإبهام أفادت أن الوصف الذي استُعملت هي فيه بلغ إلى أقصى درجات القوة والكمال بحيث كان مما لا يُكتنه كنهه، وأنه لا سبيل للعقل إلى إدراكه بخصوصه، وإنما الممكن هو إدراكه بأمر عام صادق.
ومنها: الاقتصار على الذكر والأنثى في هذه الآية إشعارًا بأن الله لم يخلق خلقًا من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى، والخنثى وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله تعالى غير مشكل معلوم بالذكورة أو بالأنوثة، كما في "الروح".
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *