﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾: المحق: نقصان الشيء حالًا بعد حال، ومنه المِحَاقُ في الهلال، يقال: محقه الله فانمحق وامتحق. أنشد الليث:
يَزْدَادُ حَتَّى إِذَا مَا تَمَّ أعْقَبَهُ | كَرَّ الْجَدِيْدَيْنِ نَقْصًا ثُمَّ يَنْمَحِقُ |
﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾: ذروا بوزن: علوا، فهو فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، وحذفت فاؤه، وأصله: أوذروا، ماضيه: وذر، ولكن لم يستعمل إلا في لغة قليلة.
﴿كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾: هما من أمثلة المبالغة؛ لأنهما على وزن فعّال وفعيل، وأتى بصيغة المبالغة فيهما وإن كان الله لا يحب الكافر الأثيم تنبيهًا على عظم أمر الربا ومخالفة الله تعالى.
البلاغة
﴿إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾: شبهوا البيع الذي هو مجمع على حلِّه بالربا الذي هو محرم، ولم يعكسوا تنزيلًا لهذا الذي يفعلونه من الربا منزلة الأصل المماثل له البيع، وهذا من عكس التشبيه، ويسمى: التشبيه المقلوب، وهو: أن يجعل المشبه مشبهًا به، والمشبه به مشبهًا، وهو أعلى مراتب التشبيه، وهو موجود في كلام العرب، كقولهم: القمر كوجه زيد، البحر ككفه. وكما قال أبو القاسم بن هانئ:
كَأَنَّ ضِيَاءَ الشَّمْسِ غُرَّةُ جَعْفَرٍ | رَأَى الْقِرْنَ فَازْدَادَتْ طَلاَقَتُهُ ضِعْفًا |
﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾: بين لفظ: ﴿أحل﴾ و ﴿حرم﴾ طباق، وكذا