الحق، كما قالوا: عورت حقه استعارة عن عور العين، ويقال: بخصته بالصاد، ويقال للبيع إذا كان قصدًا لا بخس فيه ولا شطط.
﴿وَلَا تَسْأَمُوا﴾: السأم والسآمة: الملل من الشيء والضجر منه، يقال: سَئِم يسأم من باب: تعب مهموز، ويقال: سَئِمته أسأمه، وسئمت منه، وفي التنزيل: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ﴾ فهو يتعدى بنفسه، وبواسطة حرف الجر، ومنه قول الشاعر:
سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ | ثَمَانِيْنَ حَوْلًا لاَ أَبَا لَكَ يَسْأَمِ |
﴿ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾: من أقسط الرباعي على غير قياس، وكذلك قوله: ﴿وَأَقْوَمُ﴾؛ إذ القياس أن يكون بناء أفعل التفضيل من المجرد لا من المزيد. وفي "المختار": القسوط: الجور والعدول عن الحق، وبابه: جلس، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. انتهى. والقِسط (١) بكسر القاف: العدل، يقال منه: أقسط الرجل إذا عدل، وبفتح القاف: الجور، ويقال منه: قسط الرجل إذا جار. والقسط بالكسر أيضًا النصيب.
﴿فَرِهَانٌ﴾: جمع رهن بمعنى مرهون من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، يقال: رهن يرهن رهنًا من باب فتح، والرهن: ما دفع إلى الدائن على استيثاق دينه.
البلاغة
وفي الآية من ضروب الفصاحة (٢):
منها: التجنيس المغاير في قوله: ﴿تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ﴾، وفي قوله: {وَلْيَكْتُبْ
(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.