أخرجه الترمذي، وقال: حديث غريب.
ولما مدح الله سبحانه وتعالى المتقين في أول السورة.. بيّن في آخر السورة أنهم أمة محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾؛ وهذا هو المراد بقوله تعالى هناك: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ثم قال ها هنا؛ ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ وهو المراد بقوله تعالى هناك: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ ثم قال ها هنا: ﴿غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ وهو المراد بقوله هناك: ﴿وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ ثم حكى الله تعالى عنهم ها هنا كيفية تضرعهم إلى ربهم في قولهم: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ إلى آخر السورة، وهو المراد بقوله تعالى هناك: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾ فانظر كيف حصلت الموافقة بين أول السورة وآخرها.
الإعراب
﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾.
﴿لِلَّهِ﴾: جار ومجرور خبر مقدم. ﴿مَا﴾: موصولة، أو موصوفة في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة ﴿فِي السَّمَاوَاتِ﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لـ ﴿مَا﴾ أو صفة لها، ﴿وَمَا﴾: الواو عاطفة و ﴿مَا﴾: موصولة أو موصوفة في محل الرفع معطوفة على ﴿مَا﴾ الأولى: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جار ومجرور صلة لها، أو صفة لها.
﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾.
﴿وَإن﴾ ﴿الواو﴾: استئنافية. ﴿إن﴾: حرف شرط جازم ﴿تُبْدُوا﴾: فعل وفاعل مجزوم بـ ﴿إن﴾ على كونه فعل شرط لها ﴿مَا﴾: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول به ﴿فِي أَنْفُسِكُمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف صلة لـ ﴿مَا﴾ أو صفة لها ﴿أَوْ﴾: حرف عطف وتفصيل ﴿تُخْفُوهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول مجزوم بـ ﴿إن﴾ الشرطية؛ لأنه معطوف على فعل الشرط


الصفحة التالية
Icon