باب قاتل إذا لَعَن كل واحد منهما الآخر، وابتهل إلى الله إذا تضرع إليه. اهـ.


﴿لَهُوَ الْقَصَصُ﴾: والقصَص: مصدر قولهم: قصَّ فلانٌ الحديثَ، يقصه قصًّا قصصًا، وأصله: تتبع الأثر، يقال: فلان خرج يقص أثر فلان؛ أي: يتبعه ليعرف أين ذهب، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾؛ أي: اتبعي أثره، وكذلك القاص في الكلام؛ لأنه يتتبع خبرًا بعد خبر.
البلاغة
﴿فَلَمَّا أَحَسَّ﴾: فيه استعارة تصريحية تبعية؛ إذ لا يحس إلا ما كان متجسدًا، والكفر ليس بمحسوس، وإنما يعلم ويفطن به، ولا يدرك بالحس، إلا إذا كان أحس بمعنى: رأى أو سمع منهم كلمة الكفر، فيكون أَحسَّ لا استعارة فيه؛ إذ يكون المعنى: أدرك ذلك منهم بحاسة البصر، أو بحاسة الأذن.
ومن ضروب البلاغة أيضًا في هذه الآيات:
منها: السؤال والجواب في قوله: ﴿قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾.
ومنها: التكرار في قوله: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾، وقوله: ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾، وفي قوله: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾، وفي قوله: ﴿آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ﴾، وفي قوله: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ و ﴿الْمَاكِرِينَ﴾.
ومنها: جناس الاشتقاق بين لفظ ﴿مكروا﴾ و ﴿الْمَاكِرِينَ﴾.
ومنها: إسناد الفعل إلى غير فاعله في قوله: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى﴾، والله لم يشافهه بذلك، بل بإخبار جبريل أو غيره من الملائكة.
ومنها: الاستعارة في قوله: ﴿مُتَوَفِّيكَ﴾، وفي قوله: ﴿فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
ومنها: التفصيل لِمَا أجمل في قوله: ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ بقوله: ﴿فَأَمَّا﴾، ﴿وأما﴾.
ومنها: مقابلة الجمع بالجمع في قوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ﴾، {وَأَمَّا


الصفحة التالية
Icon