العجز، والاعتماد على غيرك، يقال: فلان وكلةٌ أي: عاجزٌ يكل أمره إلى غيره، وقيل: هو من الوكالة، وهو تفويض الأمر إلى غيره ثقةً بحسن تدبيره. ﴿بَدْرٍ﴾ علم لموضع بين مكة والمدينة، سمي باسم صاحبه بدر بن كلدة، وقيل: غير ذلك ﴿وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ جمع ذليل كرغيف، وأرغفة كما قال ابن مالك:

في اسْمٍ مُذكَّرٍ رُبَاعِيٍّ بِمَدّ ثَالِثٍ افْعِلَةُ عَنْهُمُ اطَّرَدْ
والذليل هو من لا منعة له ولا قوة وقد كانوا قليلي العدة من السلاح والدواب والزاد.
﴿أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ﴾ من الكفاية، وهي سد الحاجة، وفوقها الغنى ﴿أَنْ يُمِدَّكُمْ﴾ من أمد الرباعي، والإمداد إعطاء الشيء حالًا بعد حال ﴿بَلَى﴾ حرف جواب كنعم لكنها لا تقع إلا بعد النفي، وتفيد إثبات ما بعده ﴿مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا﴾؛ أي: من ساعتهم هذه بلا إبطاء ولا تراخٍ، فالفور الحال التي لا بطء فيها، ولا تراخي وأصله (١) من فارت القدر إذا اشتدَّ غليانها، وبادر ما فيها إلى الخروج، ويقال: فار غضبه إذا جاش وتحرك، وتقول: خرج من فوره أي، من ساعته لم يلبث.
﴿بِخَمْسَةِ آلَافٍ﴾ الخمسة مرتبة من العدد معروفةٌ، ويشتق منها الفعل، يقال: خمست الأربعة، إذا صيرتهم في خمسة ﴿مُسَوِّمِينَ﴾ بكسر (٢) الواو من قولهم، سوَّم على القوم إذا أغار عليهم، ففتك بهم، وقيل: من التسويم بمعنى إظهار سيما الشي وعلامته، أي؛ معلمين أنفسهم وخيلهم.
﴿بُشْرَى﴾ اسم مصدر على فعلى لبشر المضاعف كالرجعى بمعنى البشارة، والبشارة إذا أطلقت لا تكون إلا بالخير، وإنما تكون بالشر إذا قيدت به كقوله تعالى: ﴿فبشرهم بعذاب أليم﴾.
﴿طَرَفًا﴾ والطرف جانب الشيء الأخير ثم يستعمل للقطعة من الشيء وإن لم يكن جانبًا أخيرًا، والمعنى هنا أي: طائفةً وقطعةً منهم ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ الكبت:
(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon