الإعراب
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)﴾.
﴿وَلَا﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية. ﴿لا﴾ ناهية جازمة. ﴿تَحْسَبَنَّ﴾ فعل مضارع في محل الجزم ﴿بلا﴾ الناهية، مبني على الفتح لاتصاله بـ ﴿نون﴾ التوكيد، و ﴿نون﴾ التوكيد حرف لا محل له من الإعراب مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت يعود على محمَّد، أو على كل مخاطب، والجملة الفعلية مستأنفة. ﴿الَّذِينَ﴾ اسم موصول للجمع المذكر في محل النصب مفعول أول لـ ﴿تحسبن﴾. ﴿قُتِلُوا﴾ فعل مغير ونائب فاعل، والجملة صلة الموصول. ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ ﴿ـقتلوا﴾. ﴿أَمْوَاتًا﴾ مفعول ثان لـ ﴿حسب﴾. ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ ﴿بَلْ﴾ حرف عطف واضراب. ﴿أَحْيَاءٌ﴾ خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم أحياء، والجملة الإسمية معطوفة على الجملة الفعلية. ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ ظرف، ومضاف إليه متعلق بـ ﴿يرزقون﴾. وفي "الفتوحات" (١) قوله: ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ فيه خمسة أوجه:
أحدها: أن يكون خبرًا ثانيًا لـ ﴿أحياء﴾ على قراءة الجمهور.
الثاني: أن يكون ظرفًا لـ ﴿إحياء﴾ لأن المعنى يحيون عند ربهم.
الثالث: أن يكون ظرفًا لـ ﴿يرزقون﴾، أي: يقع رزقهم في هذا المكان الشريف.
الرابع: أن يكون صفة لـ ﴿أحياء﴾ فيكون في محل رفع على قراءة الجمهور، ونصب على قراءة ابن أبي عبلة.
الخامس: أن يكون حالًا من الضمير المستكن في ﴿أَحْيَاءٌ﴾، والمراد بالعندية المجاز عن قربهم بالتكرمة انتهى. ﴿يُرْزَقُونَ﴾ فعل مغير، ونائب فاعل، والجملة في محل الرفع صفة لـ ﴿أحياء﴾، ويجوز أن تكون حالًا من الضمير، في

(١) الجمل.


الصفحة التالية
Icon