﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
﴿وَلَا﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية، أو عاطفة. ﴿لا﴾ ناهية جازمة. ﴿تَكُونُوا﴾ فعل ناقص واسمه. ﴿كَالَّذِينَ﴾ جار ومجرور خبره، والجملة مستأنفة، أو معطوفة على جملة قوله ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ﴾. ﴿تَفَرَّقُوا﴾ فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير الفاعل. وجملة قوله: ﴿وَاخْتَلَفُوا﴾ معطوفة على جملة ﴿تَفَرَّقُوا﴾. ﴿مِنْ بَعْدِ﴾ جار ومجرور تنازع فيه كل من ﴿تَفَرَّقُوا﴾ ﴿وَاخْتَلَفُوا﴾. ﴿مَا﴾ مصدرية. ﴿جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ فعل وفاعل، ومفعول، والجملة صلة ﴿مَا﴾ المصدرية ﴿مَا﴾ مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بإضافة الظرف إليه، تقديره: من بعد مجيء البينات إياهم. ﴿وَأُولَئِكَ﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية. ﴿أولئك﴾ مبتدأ أول ﴿لَهُمْ﴾ جار ومجرور خبر مقدم. ﴿عَذَابٌ﴾ مبتدأ ثانٍ مؤخر، وسوغ الابتداء، تقدم الخبر الظرفي عليه ﴿عَظِيمٌ﴾ صفة لـ ﴿عَذَابٌ﴾، والجملة الإسمية مستأنفة.
﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾.
﴿يَوْمَ﴾ منصوب على الظرفية، والظرف متعلق بمحذوف تقديره: أذكر، والجملة المحذوفة مستأنفة، ويجوز: أن يكون الظرف متعلقًا بـ ﴿عَظِيمٌ﴾، أو للاستقرار في ﴿لَهُمْ﴾ كما ذكره أبو البقاء. ﴿تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿إِذْ﴾. وجملة ﴿وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ معطوفة على جملة ﴿تَبْيَضُّ﴾.
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾.
﴿فَأَمَّا﴾ الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت أن الناس في القيامة فريقان: فرقة تبيض وجوههم، وفرقة تسود وجوههم، وأردت بيان مأوى الفريقين فأقول لك ﴿أما الذين﴾ ﴿أما﴾ حرف شرط وتفصيل. ﴿الَّذِينَ﴾ مبتدأ. ﴿اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾ فعل وفاعل، ومضاف إليه، والجملة صلة الموصول، وخبر المبتدأ، محذوف تقديره: فيلقون في النار، أو يكونون في النار، والجملة من المبتدإ، والخبر جواب ﴿أمَّا﴾ لا محل لها من