بالظاء أخت الطاء. والأنامل جمع أنملة، وهي رؤوس الأصابع، وقال ابن عيسى: أصلها النمل المعروف، وهي مشبهة به في الدقة، والتصرف بالحركة ومنه رجل نمل أي: نمام.
وعض الأنامل كناية عن شدة الغيظ والغضب ﴿مِنَ الْغَيْظِ﴾ والغيظ: مصدر غاظه يغيظه إذا أغضبه، وفسره الراغب: بأنه أشد الغضب، قال: وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من نوازف دم قلبه. ﴿بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾؛ أي: بالخواطر القائمة بالقلب، والدواعي التي تدعو إلى الأفعال. فذات هنا تأنيث ذي بمعنى صاحبة الصدور، وجعلت صاحبة الصدور لملازمتها لها، وعدم انفكاكها عنها.
﴿كَيْدُهُمْ﴾ الكيد المكر، وهو مصدر: كاده يكيده إذا مكر به، وهو الاحتيال بالباطل. قال ابن قتيبة: وأصله المشقة من قولهم: فلان يكيد بنفسه؛ أي: يعالج مشقات النزع وسكرات الموت.
البلاغة
﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ أتى بالجملة الإسمية لتدل على الدوام والاستمرار، كما أتى بالجملة الفعلية في قوله: ﴿يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ﴾، وفي قوله: ﴿يَسْجُدُونَ﴾ للدلالة على التجدد والحدوث.
والإشارة بالبعيد في قوله: ﴿وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ لبيان علو درجتهم وسمو منزلتهم في الفضل ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ﴾ فيه تشبيه تمثيلي حيث شبه ما كانوا ينفقونه في المفاخر، وكسب الثناء بالزرع الذي أصابته الريح العاصفة الباردة فدمرته وجعلته حطامًا.
﴿لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً﴾ فيه استعارة حيث شبه الأصفياء ببطانة الثوب الملتصقة به، واستعير اسم المشبه به للمشبه على طريقة الاستعارة الأصلية، والجامع شدة الالتصاق على حد: "الناس دثارٌ والأنصار شعارٌ".
وقال أبو حيان: تضمنت هذه الآيات ضروبًا من أنواع الفصاحة والبلاغة:
منها: التكرار في قوله: ﴿أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ﴾ والاكتفاء بذكر بعض الشيء


الصفحة التالية
Icon