﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ وفضله: إحسانه ونعمه المتكاثرة، ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ الموالي من يحق لهم الاستيلاء على التركة، واحده مولى، والمولى: الابن والعم وابن الابن وابن العم وكل قريب وعاصب.
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ القوامون: جمع تصحيح لقوام، يقال هذا قيم المرأة وقوامها إذا كان يقوم بأمرها، ويهتم بحفظها، والقوام: هو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب، ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ يقال: فضله على غيره إذا حكم له بالفضل عليه، وصيره أفضل منه، والفضل: الزيادة والدرجة، يجمع على فضول، وما به الفضل قسمان:
فطري: وهو قوة مزاج الرجل وكماله في الخلقة، ويتبع ذلك قوة العقل، وصحة النظر في مبادئ الأمور وغاياتها.
وكسبي: وهو قدرته على الكسب والتصرف في الأمور، ومن ثم كلف الرجال بالإنفاق على النساء والقيام برياسة المنزل، ﴿قَانِتَاتٌ﴾ جمع قانتة، اسم فاعل من القنوت، وهو السكون والطاعة لله وللأزواج، ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ﴾؛ أي اللاتي يحفظن ما يغيب عن الناس، ولا يقال إلا في حال الخلوة بالمرأة، كشؤون الجماع والاستمتاع فلا تخبرنه للناس، والغيب: السر يجمع على غياب وغيوب.
﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾؛ أي (١): تظنون، فالخوف هنا بمعنى الظن، وربما يأتي بمعنى العلم، أصل النشوز الارتفاع إلى الشرور، ونشوز المرأة: بغضها لزوجها، وعصيانها لأمره، ورفع نفسها عليه تكبرًا، وعبارة أبي السعود: النشوز من النشز وهو المرتفع من الأرض، يقال: نشزت الأرض إذا ارتفعت عما حواليها، ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾: يقال: هجره يهجره هجرًا وهجرانًا - من باب نصر - إذا صرمه وقطعه، ضد وصله، وهجر الشيء: تركه وأعرض عنه، وهجر زوجه: اعتزل عنها ولم يطلقها، و ﴿المضاجع﴾: على زنة مفاعل، جمع مضجع - بفتح الجيم - موضع الضجوع، ﴿شِقَاقَ بَيْنِهِمَا﴾: فيه وجهان (٢):

(١) الجمل.
(٢) الجمل.


الصفحة التالية
Icon