﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
﴿فَمَنِ﴾: (الفاء): فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت حرمة هذه المذكورات في حالة الاختيار، وأردت بيان حكم من اضطر إلى أكلها.. فأقول لك. (من): اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الجواب، أو الشرط، أو هما. ﴿اضْطُرَّ﴾: فعل ماض مغيّر الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على مَنْ. ﴿فِي مَخْمَصَةٍ﴾: جار ومجرور متعلق باضطر. ﴿غَيْرَ مُتَجَانِفٍ﴾: منصوب على الحالية. ﴿لِإِثْمٍ﴾: متعلق بمتجانف. ﴿فَإِنَّ﴾: ﴿الفاء﴾: رابطة لجواب من الشرطية. ﴿إن﴾: حرف نصب. ﴿اللَّهَ﴾: اسمها. ﴿غَفُورٌ﴾: خبر أول لها. ﴿رَحِيمٌ﴾: خبر ثان، والجملة الإسمية في محل الجزم بمن الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة من الشرطية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا.
التصريف ومفردات اللغة
﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾: يقال في ثلاثيه: وفى يفي وفاء، وفي رباعية: أوفى يوفي إيفاء، والوفاء والإيفاء: كل منهما الإتيان بالشيء وافيًا لا نقص فيه، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ﴾، والمراد بالوفاء: القيام بموجب العقد، والعقود: جمع عقد، وهو في الأصل: ضد الحل، ثم أطلق على الجمع بين أطراف الشيء وربط بعضها ببعض، ويستعمل في الأجسام الصلبة؛ كعقد الحبل، وعقد البناء، ويقال: عقد اليمين، وعقد البناء؛ أي: أبرمه، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ﴾، والمراد بالعقود هنا: ما يعم جميع ما ألزمه الله عباده وعقده عليهم من التكاليف والأحكام الدينية، وما يعقدونه فيما بينهم من عقود الأمانات، والمعاملات، ونحوها مما يجب الوفاء به، أو يحسن دينًا، بأن يحمل الأمر على معنى يعم الوجوب والندب.
﴿بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ﴾: والبهيمة: ما لا نطق له، لما في صوته من الإبهام، وخص في العرف بما عدا السباع والطير. وقال الزمخشري: البهيمة: كل ذات أربع في البر والبحر. انتهى. وقال ابن عطية: البهيمة في كلام العرب: ما أبهم


الصفحة التالية
Icon