آباؤهم جهلة ضالين. وقيل: للعطف على شرطية أخرى مقدرة قبلها، وهو الأظهر، والتقدير: أحسبهم ذلك، أو أيقولون هذا القول ولو لم يكن آباؤهم لا يعلمون شيئًا أو الدين، ولا يهتدون للصواب، ولو كانوا لا يعلمون.. إلخ؟ وكلتاهما في موضع الحال؛ أي: حسبهم ما وجدوا عليه آباءهم كائنين على كل حال مفروضة، وقد حذفت الأولى حذفًا مطَّردًا لدلالة الثانية عليها دلالة واضحة. انتهت.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥)﴾.
﴿يَا أَيُّهَا﴾ ﴿يَا﴾: حرف نداء ﴿أي﴾ منادى نكرة مقصودة، ﴿ها﴾: حرف تنبيه زائد. ﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول للجمع المذكر في محل الرفع صفة لـ ﴿أي﴾، وجملة النداء مستأنفة. ﴿آمَنُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. ﴿عَلَيْكُمْ﴾: اسم فعل أمر بمعنى: الزموا مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنتم. ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾: مفعول به لاسم الفعل، ومضاف إليه، وجملة اسم الفعل جواب النداء لا محل لها من الإعراب. و ﴿عَلَيْكُمْ﴾ اسم فعل أمر منقول أو الجار والمجرور قال على الإغراء، كما قال ابن مالك:
وَالْفِعْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيْكَا | وَهكَذَا دُوْنَكَ مَعْ إِلَيكَا |