النصب مقول ﴿قَالَ﴾ على كونها جواب النداء. ﴿اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ مقول محكي لـ ﴿قُلْتَ﴾، وإن شئت قلت: ﴿اتَّخِذُونِي﴾: فعل وفاعل ومفعول أول. ﴿وَأُمِّيَ﴾: معطوف على ياء المتكلم ﴿إِلَهَيْنِ﴾: مفعول ثان لـ ﴿اتخذوا﴾. ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بمحذوف حال من فاعل ﴿اتخذوا﴾ تقديره: حال كونكم متجاوزين الله، أو بمحذوف صفة لإلهين تقديره: إلهين كائنين من دون الله، وجملة اتخذوني في محل النصب مقول ﴿قُلْتَ﴾.
﴿قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾.
﴿قَالَ﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على ﴿عيسى﴾، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا. ﴿سُبْحَانَكَ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ مقول محكي لـ ﴿قَالَ﴾، وإن شئت قلت: ﴿سُبْحَانَكَ﴾: منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف وجوبًا تقديره: أسبحك سبحانًا، والجملة المحذوفة في محل النصب مفعول ﴿قَالَ﴾. ﴿مَا﴾: نافية. ﴿يَكُونُ﴾: فعل مضارع ناقص. ﴿لِي﴾: جار ومجرور خبر مقدم لـ ﴿يَكُونُ﴾. ﴿أَن﴾: حرف نصب ومصدر. ﴿أَقُولَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ ﴿أن﴾، وفاعله ضمير يعود على عيسى، وجملة ﴿أَقُولَ﴾ صلة ﴿أَنْ﴾ المصدرية، ﴿أَنْ﴾ مع صلتها في تأويل مصدر مرفوع على كونه اسم ﴿يَكُونُ﴾ تقديره: ما يكون قول ما ليس لي بحق كائنًا لي، وجملة ﴿يَكُونُ﴾ من اسمها وخبرها في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾. ﴿مَا﴾ موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول ﴿أَقُولَ﴾؛ لأنه بمعنى: اذكر. ﴿لَيْسَ﴾: فعل ماضٍ ناقص واسمها ضمير يعود على ﴿مَا﴾ ﴿لِي﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره: أي، فاللام فيه للتبيين كـ (لام): سَقْيًا لك. ﴿بِحَقٍّ﴾: جار ومجرور خبر ﴿لَيْسَ﴾، والتقدير: ما ليس كائنًا بحق لي؛ أي: بلائق بي، وجملة ﴿لَيْسَ﴾ صلة لـ ﴿ما﴾ هو، أو صفة لها، والعائد أو الرابط ضمير ﴿لَيْسَ﴾. وقال أبو البقاء (١): اسم ﴿لَيْسَ﴾ ضمير مستتر فيها، وخبرها ﴿لِي﴾ وهو ﴿بِحَقٍّ﴾ في موضع الحال من الضمير في الجار، ويجوز أن يكون ﴿بِحَقٍّ﴾ مفعولًا به تقديره: ما ليس يثبت لي بسبب

(١) العكبري.


الصفحة التالية
Icon