الحقائق. ﴿لَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾؛ أي: لتم أمر هلاكهم ﴿لَا يُنْظَرُونَ﴾ من الإنظار بمعنى: الإمهال؛ أي: لا يمهلون. ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ﴾: اللبس: الستر والتغطية، يقال: لبس الثوب يلبسه بكسر الباء في الماضي، وفتحها في المضارع من باب سمع إذا استتر به، ولبسه في عنقه، ولبَس الحق بالباطل يلبِسه بفتح الباء في الماضي، وكسرها في المضارع من باب ضرب إذا ستره به؛ أي: جعله مكانه ليظن أنه الحق، ولبست عليه أمره؛ أي: جعلته بحيث يلتبس عليه فلا يعرفه، ولبست الأمر على القوم ألبسه من باب ضرب إذا شبهته وجعلته مشكلًا عليهم، وأصله: الستر بالثوب.
﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ﴾: من الهزؤ - بضمتين أو بضم وسكون، والاستهزاء (١): السخرية، والاستهزاء بالشخص: احتقاره وعدم الاهتمام بأمره.
﴿فَحَاقَ﴾: يقال: حاق به المكروه يحيق من باب باع حيقً وحيوقًا وحيقانًا إذا نزل به وأحاط عليه فلم يكن له منه مخلص.
وفي "الفتوحات": ﴿فَحَاقَ﴾ ألفه منقلبة عن ياء، بدليل قولهم، في المضارع: يحيق كباع يبيع، والمصدر: حيق وحوق وحيقان كالغليان والنزوان. انتهت.
﴿بِالَّذِينَ سَخِرُوا﴾ يقال: سخر منه إذا هَزَأ به، والسخري (٢) والاستهزاء والتهكم معناها متقارب.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الحصر في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾؛ لأن لام الجنس (٣) إذا دخلت على المبتدأ تفيد حصره في الخبر كما قال علي الأجهوري:

(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) الفتوحات القيومية.


الصفحة التالية
Icon