واللام موطئة للقسم. ﴿قد﴾: حرف تحقيق. ﴿جَاءَكَ﴾: فعل ومفعول. ﴿مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿جاء﴾، وفاعل ﴿جاء﴾ محذوف تقديره: ولقد جاءك من نبأ المرسلين ما فيه كفاية، كما سبق في مبحث التفسير، ويحتمل كون الفاعل من نبأ المرسلين على جعل ﴿مِن﴾ زائدة، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأتِيَهُمْ بِآيَةٍ﴾.
﴿وَإِنْ﴾: الواو: استئنافية. ﴿إن﴾: حرف شرط. ﴿كاَنَ﴾: فعل ماضٍ، شأنية في محل الجزم بـ ﴿إن﴾ على كونها فعل شرط لها، واسمها ضمير الشأن. ﴿كَبُرَ﴾: فعل ماض، ﴿عَلَيْكَ﴾: متعلق به. ﴿إِعْرَاضُهُمْ﴾: فاعل، ومضاف إليه وجملة ﴿كَبُرَ﴾ في محل النصب خبر ﴿كاَنَ﴾ مفسرة لاسمها الذي هو ضمير الشأن، ولا حاجة إلى تقدير: قد، وقيل: اسم كان ﴿إِعْرَاضُهُمْ﴾، و ﴿كَبُرَ﴾ جملة فعلية في محل النصب على أنها خبر لـ ﴿كان﴾ مقدم على اسمها؛ لأنها فعل رافع لضمير مستتر كما هو المشهور. اهـ "أبو السعود"، والإتيان بلفظ ﴿كاَنَ﴾ مع استقامة المعنى بدونها ليبقى الشرط على مضيه، ولا تقلبه إن للاستقبال؛ لأن ﴿كَانَ﴾ لقوة دلالتها على المضي لا تقلبها كلمة ﴿إن﴾ إلى الاستقبال بخلاف سائر الأفعال. اهـ "كرخي". ﴿فَإِنِ﴾: الفاء: رابطة الجواب جوازًا. ﴿إن﴾: حرف شرط. ﴿اسْتَطَعْتَ﴾: فعل وفاعل في محل الجزم بـ ﴿إن﴾ على كونه فعل شرط لها، وجواب ﴿إن﴾ الثانية محذوف تقديره: فافعل ذلك، وجملة ﴿إن﴾ الثانية مع جوابها المحذوف جواب لـ ﴿إن﴾ الأولى وجملة ﴿إن﴾ الأولى مستأنفة استئنافًا نحويًّا. ﴿أَنْ تَبْتَغِيَ﴾: ﴿أَن﴾: حرف نصب ومصدر. ﴿تَبْتَغِيَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ ﴿أن﴾، وفاعله ضمير يعود على محمد ﴿نَفَقًا﴾: مفعول به. ﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جار ومجرور صفة لـ ﴿نَفَقًا﴾، أو متعلق بـ ﴿تَبْتَغِيَ﴾، والجملة الفعلية صلة ﴿أَن﴾ المصدرية، ﴿أَن﴾ مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على المفعولية تقديره: فإن استطعت ابتغاء نفق في الأرض أو سلم في السماء. ﴿أَوْ سُلَّمًا﴾: معطوف على نفقًا. ﴿فِي السَّمَاءِ﴾: صفة لـ ﴿سُلَّمًا﴾، أو متعلق بـ ﴿تَبْتَغِيَ﴾.