﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا حكمت علي يا رب بالغيّ والصّغار.. فأقول لك: ﴿بما أغويتني﴾: ﴿الباء﴾: حرف جر وقسم، أو حرف جر وسبب كما أشار إليه الزمخشري، ﴿ما﴾: مصدرية. ﴿أَغْوَيْتَنِي﴾: فعل وفاعل ومفعول ونون وقاية، والجملة الفعلية مع ﴿ما﴾ المصدرية في تأويل مصدر مجرور بباء القسم، أو بباء السبب، وعلى كلا الوجهين فهي متعلقة بفعل قسم محذوف جوازا تقديره: فأقسم بإغوائك إياي، أو أقسم بسبب إغوائك إياي. ﴿لَأَقْعُدَنَ﴾: ﴿اللام﴾: موطئة للقسم، ﴿أقعدن﴾: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير يعود على ﴿إبليس﴾، والجملة الفعلية جواب القسم، وجملة القسم مع جوابه في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة في محل النصب مقول ﴿قالَ﴾. ﴿لَهُمْ﴾: متعلقان بـ ﴿لَأَقْعُدَنَّ﴾. ﴿صِراطَكَ﴾: منصوب على المفعولية، أو منصوب بنزع الخافض تقديره: على صراطك ﴿الْمُسْتَقِيمَ﴾: صفة لـ ﴿صراط﴾.
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (١٧)﴾.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف وترتيب. ﴿لَآتِيَنَّهُمْ﴾: ﴿اللام﴾: موطئة للقسم أيضا، ﴿آتينهم﴾: فعل ومفعول ونون توكيد، وفاعله ضمير يعود على الشيطان، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿لَأَقْعُدَنَّ﴾ على كونها جوابا لقسم محذوف. ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿آتين﴾. ﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾: جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور قبله، وكرر حرف الجر إشارة إلى أن كل جهة من الجهتين مقصودة استقلالا. ﴿وَعَنْ أَيْمانِهِمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه معطوف على الجار والمجرور ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾. ﴿وَعَنْ شَمائِلِهِمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه معطوف على الجار والمجرور في قوله: ﴿وَعَنْ أَيْمانِهِمْ﴾، أو ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾، وكرر الجار هنا أيضا إشارة إلى استقلال كل من الجهتين بالقصد، وإنما (١) عدّى الفعل إلى الأولين بـ ﴿مِنْ﴾ الابتدائية؛ لأنه منهما متوجه إليهم، وعدى إلى