الأخيرين بحرف المجاوزة؛ لأن الآتي منهما كالمنحرف المار على عرضهم، انتهى «أبو السعود»، وإشارة إلى نوع تباعد منه في الجهتين الأخيرتين، لقعود ملك اليمين، وملك اليسار فيهما، وهو ينفر من الملائكة، اه شيخنا. ﴿وَلا تَجِدُ﴾: ناف وفعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة مستأنفة، أو معطوفة على جملة قوله: ﴿لَأَقْعُدَنَّ...﴾ إلخ. فتكون من جملة المقسم عليه، ويكون اللعين قد أقسم على جملتين مثبتتين، وأخرى منفية. ﴿أَكْثَرَهُمْ﴾: مفعول وجد إن كان وجد من الوجدان بمعنى اللقاء والمصادفة. ﴿شاكِرِينَ﴾: حال من الضمير، والمعنى: ولا تصادف أكثرهم ولا تلاقيهم حالة كونهم شاكرين، ويحتمل كون وجد من أفعال اليقين، ﴿وأَكْثَرَهُمْ﴾: مفعول أول، ﴿شاكِرِينَ﴾: مفعول ثان.
﴿قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُمًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)﴾.
﴿قالَ﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة مستأنفة. ﴿اخْرُجْ﴾: منها إلى آخر الآية مقول محكي لـ ﴿قالَ﴾، وإن شئت قلت ﴿اخْرُجْ﴾: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على إبليس، والجملة في محل النصب مقول ﴿قالَ﴾. ﴿مِنْها﴾: متعلق بـ ﴿اخْرُجْ﴾. ﴿مَذْؤُمًا﴾: حال أولى من فاعل ﴿اخْرُجْ﴾. ﴿مَدْحُورًا﴾: حال ثانية منه عند من يجوز تعدد الحال لذي حال واحد، وأما عند من لا يجوزه فـ ﴿مَدْحُورًا﴾: صفة لـ ﴿مَذْؤُمًا﴾. ﴿لَمَنْ﴾ ﴿اللام﴾: موطئة للقسم المحذوف تقديره: والله لمن تبعك.
فائدة: سميت (١) لام القسم موطئة؛ لأنها وطأت الجواب للقسم المحذوف؛ أي: مهدته له، وتسمى أيضا المؤذنة؛ لأنها تؤذن بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، لا على الشرط.
﴿من﴾: اسم شرط جازم في محل الرفع مبتدأ، والخبر جملة الشرط، أو الجواب، أو هما. ﴿تَبِعَكَ﴾: فعل ومفعول في محل الجزم بـ ﴿من﴾ الشرطية على