كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على ﴿من﴾. ﴿مِنْهُمْ﴾: جار ومجرور حال من فاعل ﴿تَبِعَكَ﴾. ﴿لَأَمْلَأَنَّ﴾: ﴿اللام﴾: موطئة للقسم أيضا مؤكدة للأولى، ﴿أملأن﴾: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد حرف لا محل لها من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا يعود على الله سبحانه، والجملة من الفعل والفاعل جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجواب الشرط محذوف لسد جواب القسم مسده تقديره: لمن تبعك أعذبه، وهذا الوجه أظهر في الإعراب كما قاله «الجمل». والوجه الثاني أن اللام في قوله ﴿لَمَنْ تَبِعَكَ﴾: لام الابتداء، و ﴿من﴾: اسم موصول في محل الرفع مبتدأ، و ﴿تَبِعَكَ﴾: صلتها. و ﴿مِنْهُمْ﴾: حال من فاعل ﴿تَبِعَكَ﴾، وقوله: ﴿لَأَمْلَأَنَّ﴾: جواب قسم محذوف بعد قوله: ﴿مِنْهُمْ﴾، وذلك القسم المحذوف وجوابه في محل الرفع خبر المبتدأ الذي هو ﴿من﴾ الموصولة، والتقدير: للذي تبعك منهم، والله لأملأن جهنم منكم، فإن قلت (١): أين العائد من الجملة القسمية الواقعة خبرا عن المبتدأ؟.
قلت: هو متضمن في قوله: ﴿مِنْكُمْ﴾ لأنه لما اجتمع ضميران غيبة وخطاب.. غلب الخطاب كما تقدم. ﴿جَهَنَّمَ﴾: منصوب على الظرفية المكانية، والظرف متعلق بـ ﴿أملأن﴾. ﴿مِنْكُمْ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿أملأن﴾. ﴿أَجْمَعِينَ﴾: توكيد لضمير المخاطبين مجرور بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿حَرَجٌ﴾ مِنْهُ الحرج: الضيق من عاقبة المخالفة. ﴿وَذِكْرى﴾ والذكرى: التذكر النافع والموعظة المؤثرة، وهو اسم مصدر لذكر يذكر تذكرة وذكرى.
﴿وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ﴾ وولاية (٢) الله لعباده تولي أمورهم فيما لا يصل إليه كسبهم من هدايتهم ونصرهم على أعدائهم، وشرعه لهم عبادته، وبيان الحلال والحرام. ﴿قَلِيلًا ما﴾ ﴿ما﴾: حرف زائد يؤكد به معنى القلة. ﴿تَذَكَّرُونَ﴾ أصله

(١) الفتوحات.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon