١١. ومن فوائد الآية: أنه ينبغي لمن خاطب أحداً أن يبين له ما تقوم به عليه الحجة؛ لقوله تعالى: ﴿فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون﴾، ولقوله تعالى في صدر الآية الأولى: ﴿اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم﴾ [البقرة: ٢١] ؛ فإن قوله تعالى: ﴿الذي خلقكم والذين من قبلكم﴾ [البقرة: ٢١] فيه إقامة الحجة على وجوب عبادته وحده؛ لأنه الخالق وحده..
القرآن
) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: ٢٣)
التفسير:
. ﴿٢٣﴾ قوله تعالى: ﴿وإن كنتم... ﴾ : الخطاب لمن جعل لله أنداداً؛ لأنه تعالى قال: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون * وإن كنتم في ريب)
وفي ذكر هذه الآية المتعلقة برسالة محمد ﷺ إشارة إلى كلمتي التوحيد؛ وهما شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ لكن شهادة أن لا إله إلا الله: توحيد القصد؛ والثاني: توحيد المتابعة؛ فكلاهما توحيد؛ لكن الأول توحيد القصد بأن يكون العمل خالصاً لله؛ والثاني توحيد المتابعة بأن لا يتابع في عبادته سوى رسول الله ﷺ وإذا تأملت القرآن وجدت هكذا: يأتي بما يدل على التوحيد، ثم بما يدل على الرسالة؛


الصفحة التالية
Icon