وقوله: ﴿إنني براء﴾ [الزخرف: ٢٦] أي بريء. ويستوي فيه الواحد والجمع، فيقال: قوم برء وبراء مثلنا. وقوله:} الخالق البارئ المصور ﴿[الحشر: ٢٤]. فالخالق هو القادر الموجد من العدم، والبارئ خص بوصف الله تعالى، فإنه أخص من الخالق، لأنه خلق بترتيب مسو، ثم التصوير بعد ذلك. فلذلك جاءت عدة الصفات متتاليًة على أبدع سباق. وقوله:﴾ فتوبوا إلى بارئكم ﴿[البقرة: ٥٤] تنبه على أخص الصفتين، فلذلك قال: بارئكم دون خالقكم، لأنه أبعث لهم على التوبة.
و﴾ براءة من الله ورسوله ﴿[التوبة: ١] مصدره براءة منه، والمعنى نبذ العهد إلى المشركين والانفصال.
والبرية: الخلق، قرئت مهموزًة ومخففًة، فقيل: المخففة أصلها الهمز. ونص الهروي أن العرب يقولون: الهمز في خمسة أحرفٍ: البرية من برأ الله الخلق، والخابية من خبأت الشيء، والذرية من ذرأ الله الخلق، والنبوة من الإنباء، والروية من روأت. وقيل: من بزيت العود. وقيل: من البري وهو التراب ويرشحه:﴾ خلقكم من ترابٍ ﴿[الروم: ٢٠].
ب ر ج:
قال تعالى:﴾ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ﴿[الأحزاب: ٣٣].
التبرج: التفعل من البرج وهو الظهور. ومنه بروج السماء وبروج الحصن لظهورها.
نهين أن يتظاهرن كتظاهر نساء الجاهلية بل أمرن بالتحفظ.
والبروج أيضًا: القصور، وبه شبهت بروج السماء لمنازل الكواكب. وقوله تعالى:﴾ ولو كنتم في بروجٍ مشيدةٍ {[النساء: ٧٨]. والمشيدة: المثبتة بالشد. وقيل: المرتفعة. ويكون هذا في معنى قول الشاعر: [من الطويل]