وهو ضد الجور. قال تعالى:} إنه هو البر الرحيم ﴿[الطور: ٢٨]. ومنه بر الوالدين وهو الإتساع في إكرامهما وطاعتهما. وقوله تعالى:﴾ ولكن البر من اتقى ﴿[البقرة: ١٨٩] في الآية تنبيه على أن هذه هي أفعال البر قولاً وعملاً واعتقادًا.
وقولهم: بر في يمينه، أي صدقها في ما يحلف بها عليه. وقولهم في إجابة المؤذن عند التئويب: "صدقت وبررت" أي فعلت البر. يقال: بررت بالكسر يبر بالفتح. وقوله:﴾ وبرًا بوالديه ﴿[مريم: ١٤]﴾ وبرًا بوالدتي ﴿[مريم: ٣٢] مما تقدم. وحج مبرور أي مقبول كأنك بررته أي أطعته. فمن ثم قيل: ويقال: رجل بار وبر، فقيل بوصفه على حدة، وقيل: مقصور من بارٌ، والجمع أبرار. قال تعالى:﴾ إن الأبرار ﴿[الإنسان: ٥]﴾ إن كتاب الأبرار ﴿[المطففين: ١٨]. فالأبرار يجوز أن يكون جمعًا لبار نحو: صاحب وأصحاب، أو لبر نحو رب وأرباب. قال الراغب: وجمع البار أبرار وبررة. وقال تعالى في وصف الملائكة:﴾ كرامٍ بررةٍ {[عبس: ١٦]. فـ"بررة" خص بها الملائكة في القرآن من حيث إنه أبلغ من "أبرار" فإنه جمع بر، وهو أبلغ من "بارٍ"، كما أن عدلاً أبلغ من عادلٍ. قلت: هذا بناء منه على أن "برًا" مصدر في الأصل وهو مسموع بل وصف بزنة فعلٍ كصعبٍ وضخمٍ وثم.
والبر: الحنطة لكونه أوسع الأطعمة.
والبرير: ثم الأراك تشبيهًا بالبر في الأكل. والبربرة: حكاية لصوت كثرة الكلام.
وقولهم: "لا يعرف الهر من البر" من ذلك. وفي الحديث: "لهم تغذ مر وبربرة"، التغذمر: التكلم بكلامٍ فيه كثرة، والبربرة: حكاية الصوت. وقيل: هو البر المعروف. وأبر