فيه. وإنما قيل للمتنعم: مترفٌ لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه.
ت ر ق:
قوله تعالى: ﴿كلا إذا بلغت التراقي﴾ [القيامة: ٢٦] أي إذا بلغت النفس منتهى أمرها لدلالة الحال عليها كما قال حاتمٌ: [من الطويل]

٢٢٥ - أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر
أي حشرجت النفس. والتراقي جمع ترقوة وهي عظامٌ. وقيل: هي العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال، وهي موضع حشرجة النفس كما أشار إليه حاتمٌ. وقيل: الترقوة: عظم وصل ما بين ثغرة النحر والعاتق. وقالوا: لكل أحدٍ من الناس ترقوتان، فعلى هذا يكون التراقي من باب غلظ الحواجب.
وأصل التراقي: تراقو، فأبدلت الواو ياء لانكسار ما قبلها. والياء فيها أصليةٌ، والواو زائدةٌ. فوزن ترقوة فعلوةٌ، وليست تفعلة لأنه ليس في الكلام (ر ق و). وقد حققته في غير هذا. ولما حضرت أبا بكر رضي الله عنه الوفاة أنشدت عائشة رضي الله عنها بيت حاتم المتقدم فقال: مه يا بنية وقولي: ﴿وجاءت سكرة الموت بالحق﴾ [ق: ١٩] وهي قراءته رضي الله عنه، وهذا منه رضي الله عنه مما يدل على شغله بربه. والأمر بكل جميل حتى في هذه الحالة التي لا حالة أشد منها.
ت ر ك:
الترك: التخلية، ومنه: ﴿وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم﴾ [الأنعام: ٩٤] وقوله: ﴿إني تركت ملة قوم﴾ [يوسف: ٣٧] أي رغبت عنها وأعرضت. وقال ابن


الصفحة التالية
Icon