التعس: السقوط والعثار. يقال: أتعسه الله أي كبه. وتعس هو يتعس تعسًا، وإذا عثر واحدٌ فدعي له قيل: لعًا له أي انتعاشًا. وإذا دُعي عليه قيل: تعسًا لك. قال: فالتعس أولى لها من أن أقول: لعًا. فمعنى تعسًا لهم أي انكبابًا وعثارًا وسقوطًا ونحو ذلك. وقال الفراء: تعست بفتح العين إذا خاطبت، فإذا صرت إلى فعل قلت: تعس بكسر العين. وأتعسه الله.
قلت: وهذا غريبٌ إذ لا يختلف الفعل بالنسبة إلى إسناده إلى فاعل دون آخر إلا في عسى فقط كما بيناه. وفي حديث عائشة: «تعس مسطحٌ» وهذه اللام متعلقةٌ بمحذوف على سبيل البيان لا بالنفس كما بيناه في غير هذا.
فصل التاء والفاء
ت ف ث:
قوله تعالى: ﴿ثم ليقضوا نفثهم﴾ [الحج: ٢٩] أي ليزيلوا وسخهم ودرنهم الذي يجتمع عليهم حين أحرموا. وأصل التفث من وسخ الظفر وغيره من الأبدان. وقال الأعرابي لآخر: ما أتفثك وأدرنك! ولذلك فسره ابن عرفة: ليزيلوا أدرانهم.
قال النضر بن شميل: التفث في كلام العرب: إذهاب الشعر. وفسره الأزهري بقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظفار، مما كان ممنوعًا منه محرمًا. وعن الأزهري أيضًا: التفث في كلام العرب لا يعرف إلا من قول ابن عباس وأهل التفسير رحمهم الله.