والتل أيضًا: الصب. وفرقوا بين فعلهما فقالوا: تل يتل بالكسر: سقط. وتل يتل: صب، وفي الحديث: «بينا أن نائمٌ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي». قال ابن الأعرابي: معناه صبت، قال ابن الأنباري: ألقيت. وعندي أن هذه كلها معانٍ متقاربة: السقوط والإلقاء والصب للقدر المشترك. قال الهروي: تأويل الحديث: ما فتحه الله لأمته بعد وفاته. وعندي أنه على غير ذلك، وهو سعة الدنيا، كما جاء مصرحًا بذلك في «الصحاح» وهو اللائق بصفة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. وإن كان ما قاله الهروي حسنًا فهذا أحسن.
ت ل و:
التلاوة: المتابعة. يقال: تلوت زيدًا أي تبعته. وغلب في العرف التلاوة على قراءة القرآن؛ فمنه قوله تعالى: ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ [البقرة: ١٢١] لأن القارئ يتبع كل كلمة أختها.
وقيل: ﴿فالتاليات ذكرًا﴾ [الصافات: ٣] قيل: هم الملائكة؛ يتلون وحي الله على أنبيائه أو يتلون ذكر الله بتسبيحهم وتقديسهم، أو هم كل من تلا ذكر الله من ملكٍ وغيره. وقوله: ﴿تتلو كل نفسٍ ما أسلفت﴾ [يونس: ٣٠] أي تتبع عملها إن خيرًا فللجنة، وإن شرًا فللنار. وفي معناه: ﴿يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود﴾ [آل عمران: ٣٠] الآية.
وقيل: تلاه: تبعه متابعةً ليس بينهما ما ليس منهما؛ فتارةً يكون بالجسم نحو: تلوت زيدًا، وتارةً بالاقتداء في الحكم ومصدره التُّلُو والتِّلْو، وتارةً بالقراءة وبفهم المعنى ومصدره التلاوة. فالتلاوة أخص من القراءة، وذلك أن التلاوة تختص باتباع كتبه المنزلة؛