ما حظره. وقد يكون من الأثقل إلى الأخف، كقوله تعالى: ﴿علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر﴾ [المزمل: ٢٠]. وقوله: ﴿فتوبوا إلى بارئكم﴾ [البقرة: ٥٤] أي ارجعوا إلى أوامره وانتهوا عن نواهيه.
والتواب: صيغةٌ مبالغةٌ يوصف بها الله تعالى لكثرة قبوله توبة عباده، والعبد لكثرة وقوعها منه إلى ربه، ومنه ﴿وإليه متاب﴾ [الرعد: ٣٠] أي رجوعي إليه لا إلى غيره تعريضًا بإشراكهم معه آلهةٌ أخرى يجرعون إليها في شدائدهم.
وقال بعضهم: التوب: ترك الذنب على أحد الوجوه، وهو أبلغ ضروب الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه: إما بـ «لم أفعل»، أو فعلت لكذا، أو فعلت وأسأت وقد أقلعت، وهذا هو التوب.
والتوبة النصوح في قوله تعالى: ﴿توبةً نصوحًا﴾ [التحريم: ٨] هي ترك الذنب لقبحه، والندم على فعله، والعزم على عدم معاودته، وتدارك ما أمكن تداركه، من رد ظلامة ونحوها، حسبما بيناه في «الأحكام» و «التفسير»، وهو معنى قوله تعالى: ﴿ومن تاب وعمل صالحًا فإنه يتوب إلى الله متابًا﴾ [الفرقان: ٧١]. ألا ترى كيف كرر لفظه وأكده بمصدره، وصرح بالعمل الصالح وضمن التوب معنى الإنابة، فلذلك عدي بإلى في قوله: ﴿فإنه يتوب إلى الله﴾ [الفرقان: ٧١] كقوله: ﴿وأنيبوا إلى ربكم﴾ [الزمر: ٥٤].
فصل التاء والياء
ت ي ر:
قوله تعالى: ﴿تارة أخرى﴾ [طه: ٥٥] أي مرةً أو كرةً أخرى، وهي فيما قيل في تأر الجرح أي التأم. وألفها الظاهر أنها عن واوٍ. ويجوز أن تكون عن ياءٍ. وتجمع على ترةٍ، وهي ترجح الياء، وتاراتٍ. قال الشاعر: [من الطويل]