المجرد نحو: أجبرته على كذا. وسمي الذين يدعون أن الله يكره عباده على المعاصي في عرف المتكلمين مجبرة، وفي عرف القدماء جَبْريةً، وجَبَريَّةً.
يقال: جبرته على كذا وأجبرته عليه. وجبرته أي أصلحته، فانجبر واجتبر. وجبر بمعنى المطاوعة. قال: [من الرجز]
٢٦٣ - قد جبر الذين الإله فجبر
وهذا قول أكثر أهل اللغة. وقال بعضهم: قوله: فجبر، ليس مذكورًا على معنى الانفعال أي المطاوعة، بل على معنى الفعل، وإنما كرره تنبيهًا بالأول على ابتداء إصلاحه، وبالثاني على تتميمه، كأنه قال: قصد جبر الدين وإصلاحه، فابتدأ به فتمم جبره، لأن «فعل» تارة يقال لمن ابتدأ بفعلٍ، وتارة لمن فرغ منه.
والجبار في صفة الإنسان غالبًا للذم كقوله تعالى: ﴿وخاب كل جبارٍ عنيدٍ﴾ [إبراهيم: ١٥]، ﴿كذلك يطبع الله على كل قلبٍ متكبرٍ جبارٍ﴾ [غافر: ٣٥] أي متعالٍ عن قبول الحق والإذعان له، وذلك أن الجبار في الأناسي هو من يجبر نقيصته بادعاء منزلةٍ لا يستحقها.
والجبار: كل من قهر غيره، وذلك من صفات الله عز وجل بطريق الاستحقاق كقوله: ﴿العزيز الجبار المتكبر﴾ [الحشر: ٢٣]، وقوله: ﴿وما أنت عليهم بجبار﴾ [ق: ٤٥]، أي لم تقدر على قهرهم على الإيمان كقوله: ﴿إنك لا تهدي من أحببت﴾ [القصص: ٥٦] ﴿لست عليهم بمسيطرٍ﴾ [الغاشية: ٢٢]. قالوا: ولتصور القهر بالعلو على الأقران قالوا: نخلةٌ جبارةٌ وناقةٌ جبارةٌ للعالية الباسقة. وقال الهروي: ناقةٌ جبارٌ، بلا هاء، وأجاز الراغب: جبارة بالهاء.
وقيل: وصفه الله تعالى بالجبار من قولهم: جبرت الفقير لأنه هو الذي يجبر الناس