والتشديد اسم جامع لحبوب البقول التي تنثر، ثم إذا أمطرت من قابل نبتت، واتفقوا على ذلك. فحب وحبة بالفتح والتشديد، نحو حبة القمح وحبة العنب وحبة القلب على التشبيه بحبة الحنطة في الهيئة.
والحباب: النفاخات التي تعلو الماء والخمر تشبيهًا بذلك في الهيئة. والحبب: تنضيد الأسنان وانتظامها كما ينظم حب اللؤلؤ. ومنه قول أبي عبادة: [من السريع]

٣١٨ - كأنما يبسم عن لؤلؤ منضد أو برد أو أقاح
وقوله: ﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان﴾ [الحجرات: ٧] أي أوصل محبته إليكم فجعلكم تحبونه وتريدونه على غيره. وقوله: ﴿يحبونهم كحب الله﴾ [البقرة: ١٦٥] أي يعظمونهم تعظيمهم، ويرجونها رجاءه.
ح ب ر:
قوله تعالى: ﴿أنتم وأزواجكم تحيرون﴾ [الزخرف: ٧٠] أي تنعمون، وقيل: تسرون. وأصل اللفظة من الحبر وهو الأثر المستحسن. وفي الحيث: "يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره" أي بهاؤه وجماله. ومنه سمي الحبر، وشعر محبر، وشاعر محبر لشعره. والتحبير: التحسين من ذلك. وفي الحديث: "لحبرتها لك تحبيرًا".
وثوب حبير، وارط محبار، كل ذلك بمعنى التحسين. والحبرة: ثياب اليمن.
والحبر: الرجل العالم بفتح الحاء وكسرها؛ سمي بذلك لما يبقى في قلوب الناس من آيات علومه الحسنة وآثاره الجميلة المقتدى بها من بعده. وإلى هذا أشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: "العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة.
فقوله: ﴿يحبرون﴾ [الروم: ١٥] معناه يفرحون ويسرون حتى يظهر عليهم حبار


الصفحة التالية
Icon